توجهت اليوم الاحد ١٠ اغسطس ٢٠٢٥ لإجراء توكيل بالشهر العقاري، وأنا في قمة الانبساط بعد أن علمت أن بإمكاني إنجازه عبر فرع توكيل أورانج بشارع محيي الدين أبو العز بالدقي، مقابل تكلفة إضافية، متوقعًا أن تكون الخدمة أسرع وأكثر راحة.
لكن، في واقعة غير متوقعة، فوجئت بنفس المشهد المعتاد من ازدحام، وبيروقراطية، وتعامل جاف. طُلب مني الموظف الذي يدعي مصطفي نقل نص التوكيل من هاتفي ٠إلى فلاشة عبر مكتبة في شارع مجاور، وعندما سألت الموظف إن كان بإمكاني إرسالها عبر "واتساب" رفض. ثم فاجئني بطلب آخر بالذهاب لمكتبة خارج المكان لتصوير البطاقة.
وحين تساءلت: لماذا لا تكون الخدمة متكاملة؟ جاء الرد بفظاظة: "احمد ربنا إننا بنعملك توكيل من غير ما تكون حاجز". وبعد استكمال كل الطلبات، طُلب مني الانتظار حتى الساعة الثامنة مساءً رغم أن الساعة كانت السابعة، بينما خرج الموظف لتدخين سيجارة في هدوء.
لم يكن أمامي سوى الانصياع حتى استلمت التوكيل في النهاية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: أين هو التحول الرقمي الموعود والخدمة المميزة التي ندفع مقابلها؟
السادة المسئولين عن الشهر العقاري التحول الرقمي ليس مجرد أجهزة وبرامج، بل هو منظومة تبدأ من تدريب العاملين على استخدام التكنولوجيا، وقبل ذلك على فن التعامل مع البشر. فبدون هذا، سنظل ندور في نفس الحلقة المفرغة، مهما غيّرنا اللافتات أو رفعنا شعار "الرقمنة".