الولايات المتحدة , أعلن السيناتور الأمريكي ماركو روبيو، المتحدث باسم وزارة الخارجية، خلال برنامج “سيد آند فريندز إن ذا مورنينج”، أن الإدارة الأمريكية تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين ومجموعة كير كجماعات إرهابية. وأوضح أن الوزارة تُعد الأدلة اللازمة بعناية لتجنب أي طعون قضائية مستقبلية تعيق هذا القرار
كما شدّد روبيو على أن الخطة تتضمن توسيع نطاق الفحص ليشمل المسؤولين والموظفين في الهيئات والاتحادات الرياضية، كجزء من جهود القضاء على ظاهرة المنشطات في الرياضة

دعم عسكري واقتلاع جذور التهديدات: خطاب روبيو حول حماس
في سياق متصل، تحدث روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة عن الحرب في غزة، مؤكدًا أن السلام لن يتحقق إلا بـ”وقف وجود حركة حماس كتهديد عسكري”، متهمًا الحركة باستخدام المدنيين كدروع بشرية واصفًا إياها بأنها “بدأت كل هذا” بهجوم السابع من أكتوبر
ورغم تجنبه دعم قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن السيطرة العسكرية على غزة بشكل مباشر، شدّد روبيو على أن حماس يجب أن تُقضى عليها. أما فيما يتعلق باعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، فاعتبره مجرد خطوة رمزية بلا تأثير فعلي على مسار الصراع، وأن التغيير الحقيقي يبدأ بالسيطرة الميدانية والقضاء على الجماعات المسلحة

تداعيات سياسية وقانونية لتصنيف الإخوان كإرهابيين
يشهد المجتمع القانوني والاستراتيجي جدلًا واسعًا حول هذا القرار المحتمل من الولايات المتحدة . تقول وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) إن هذا التصنيف قد يؤدي إلى تفريغ العمل السياسي السلمي للأقلية المعتدلة، مما يعزز من فرص تنامي الجماعات المتطرفة، ويرفع وتيرة الاستقطاب وتفاقم الحساسيات الدينية السياسية في الشرق الأوسط
كما يرى معهد الامتياز الأمريكي أن مثل هذا التصنيف لن يعزز الأمن، بل يمكن أن يولّد رد فعل عنفي مضاد، ويضر بعلاقات واشنطن مع شركائها في مكافحة الإرهاب
وبنفس المنظور، تحذّر منظمة من أن التصنيف الشامل من الولايات المتحدة قد يؤدي إلى انسداد الأبواب السياسية أمام الحركات الإسلامية المعتدلة، ما قد يكرس الاستبداد ويُقوّض مكانة الولايات المتحدة في دعم الحريات المدنية، خاصة في الدول العربية
وتشير دراسات أخرى إلى أن " target="_blank">جماعة الإخوان، كهيكل فضفاض وغير موحّد، لا تمتلك نمطًا عنيفًا موثقًا أو قيادة مركزية واضحة، مما يجعل الأساس القانوني لتصنيفها كمنظمة إرهابية محل شك، وقد يؤدي إلى تدهور في التفاوضات والدبلوماسية مع دول مثل تركيا وتونس والمغرب، التي لديها فروع سياسية معلنة من الجماعة

طريق التصنيف محفوف بالتحديات
بينما تصر الإدارة الأمريكية على تطوير ملف قانوني محكم لتطبيق تصنيف تنظيمي للإخوان و”كير” كمجموعات إرهابية، يُواجه هذا المسعى معارضة من النخب الاستخباراتية والأكاديمية، التي تحذّر من تداعياته الأمنية والسياسية. القرار لا يعكس فقط تغيرًا في المشهد السياسي الأمريكي تجاه الشرق الأوسط، بل برز كمؤشر على تحول استراتيجي في التعامل مع الحركات الإسلامية — من الحوار والمصالحة إلى المواجهة القانونية الصارمة.
هل نرى خلال الأيام المقبلة أذرعًا قانونية تُرفع بجدية؟ أم أن القضايا المعقدة لن تسمح بتمرير تصنيف أمني بهذا الحجم؟ السؤال يبقى معلقًا بين التحضير والإصرار، وبين التحديات الداخلية والخارجية.