تحولت منصات التواصل الاجتماعي من أدوات للتواصل وتبادل الأفكار إلى ساحات مفتوحة لصناعة المحتوى بجميع أشكاله.
وبينما وجد كثيرون فيها فرصة للتعبير عن الإبداع، استغلها آخرون في بث محتوى خادش للحياء، أو التحريض على الفسق، أو حتى الترويج لممارسات غير قانونية، سعياً وراء شهرة سريعة وأرباح مالية طائلة.
ومع تصاعد هذه الظاهرة، كثفت وزارة الداخلية جهودها لملاحقة المخالفين عبر حملات أمنية منظمة، أفضت إلى ضبط عدد من أبرز صناع المحتوى المثيرين للجدل، في قضايا تنوعت بين الإساءة للقيم المجتمعية، وحيازة مخدرات، وحتى السلاح الناري.
إسلام عاطف.. الشهرة من باب الإسفاف
في قلب التجمع الأول بالقاهرة الجديدة، وردت بلاغات عديدة ضد صانع المحتوى إسلام عاطف، بعد نشره مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء وتمثل خروجًا صريحًا على الآداب العامة.
وبعد تقنين الإجراءات، ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، حيث أقر خلال التحقيقات بأن غايته كانت رفع نسب المشاهدة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، ما يدر عليه أرباحًا من الإعلانات والمشاهدات.
القضية سلطت الضوء على إغراءات العائد المادي السريع الذي يدفع بعض الشباب لتجاوز الخطوط الحمراء دون اعتبار للعواقب القانونية أو المجتمعية.
جومانا نستون
في محافظة الجيزة، لم تختلف القصة كثيرًا. جومانا نستون، إحدى صانعات المحتوى المعروفات بجرأتهن، واجهت بلاغات متعددة بسبب نشرها مقاطع مليئة بالإيحاءات المنافية للقيم والعادات.
بالتحقيق، اعترفت جومانا بأن كل ما فعلته كان مقصودًا لجذب الأنظار، معتبرة أن "الجدل هو أسرع طريق للانتشار" — وهي قناعة شائعة في أوساط بعض المؤثرين الذين يعتقدون أن أي دعاية، حتى السلبية منها، تصب في صالحهم.
نعمة أم إبراهيم
في مدينة إدكو بالبحيرة، استهدفت الأجهزة الأمنية منزل صانعة المحتوى "نعمة أم إبراهيم" بعد ورود بلاغات ضدها.
عُثر بحوزتها على أدوات تصوير احترافية، ما يوضح أن المحتوى الخادش كان مُعدًا بشكل منظم وليس عشوائيًا.
اعترفت المتهمة بأن هدفها لم يكن فقط الشهرة، بل تحقيق أرباح مالية ثابتة من خلال البث المباشر والفيديوهات المدفوعة على المنصات.
محمد أوتاكا.. من الإسفاف إلى الجريمة الجنائية
قضية محمد أوتاكا كشفت عن بُعد أكثر خطورة في عالم المحتوى الهابط. فإلى جانب نشره مقاطع غير لائقة، ضُبط وبحوزته كميات من الحشيش والكوكايين، مع اعترافه بحيازتها بقصد الاتجار.
هذه القضية أظهرت كيف يمكن أن تمتد أنشطة بعض صناع المحتوى إلى مجالات غير قانونية أخرى، لتصبح المنصة الرقمية غطاءً لأنشطة إجرامية.
بوبا اللدغة.. الألفاظ سوقية والهدف الأرباح
من القاهرة، برزت حالة صانعة المحتوى "بوبا اللدغة" التي واجهت اتهامات بنشر مقاطع تتنافى مع قيم المجتمع المصري، متعمدة استخدام ألفاظ سوقية وأسلوب استفزازي.
اعترفت خلال التحقيقات بأن هدفها كان رفع التفاعل لتحقيق أرباح إعلانية، مؤكدة أن المحتوى "الهادئ" لا يجذب نفس حجم الجمهور.
خالد الرسام.. الفسق مع السلاح
في ضربة قوية بمحافظة المنيا، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على "خالد الرسام"، وهو أحد مشاهير السوشيال ميديا، بتهم التحريض على الفسق ونشر مقاطع خادشة، إضافة إلى حيازته سلاحًا ناريًا غير مرخص وكمية من مخدر الحشيش.
القضية تعكس خطر التلاقي بين الانفلات الأخلاقي وحيازة أدوات العنف والمخدرات، بما يشكل تهديدًا مضاعفًا للمجتمع.
