أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم، تعليق تصدير الأسلحة التي قد تُستخدم في العمليات العسكرية الإسرائيلية بقطاع غزة، ردًا على خطة أقرها مجلس الوزراء الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على مدينة غزة.
القرار، الذي وصفته منصة "كومون دريمز" الأمريكية بـ"التاريخي"، يأتي من زعيم محافظ طالما دعم إسرائيل، وكان قد دعا نتنياهو إلى برلين في فبراير 2025 رغم مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.
في 7 أغسطس 2025، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على توسيع العمليات العسكرية في مدينة غزة، في خطوة حذر منها قادة عسكريون إسرائيليون ومنظمات حقوقية باعتبارها مقدمة لاحتلال كامل للقطاع.
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك وصف الخطة بأنها ستؤدي إلى "مزيد من التهجير القسري والقتل والمعاناة"، مشيرًا إلى حصيلة حرب تجاوزت 61 ألف قتيل فلسطيني — أغلبهم نساء وأطفال — وحصار خانق أدى لوفاة نحو 200 شخص جوعًا، نصفهم أطفال، مع تحذيرات من مجاعة وشيكة وفق تقارير أممية.
أكد ميرتس أن ألمانيا تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد "إرهاب حماس"، لكنه حذّر من أن الإجراءات العسكرية الحالية تعرقل تحقيق أهداف مثل إطلاق سراح 50 رهينة ونزع سلاح الحركة.
القرار لا يشمل حظرًا كاملًا، إذ يُستثنى من التعليق تصدير أنظمة دفاعية مثل الدفاع الجوي، في محاولة للحفاظ على العلاقات الإستراتيجية.
انقسام داخلي في ألمانيا
الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر في الائتلاف، طالب بمزيد من الإجراءات، منها تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. في المقابل، انتقد فولكر بيك، رئيس الجمعية الألمانية-الإسرائيلية، القرار معتبرًا أنه قد يضر بأمن ألمانيا إذا ردت إسرائيل بتقييد صادرات مثل نظام "آرو-3" للدفاع الصاروخي.
تاريخيًا، كانت ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، إذ شكّلت صادراتها 30% من واردات السلاح الإسرائيلية بين 2019 و2023. هذا الدعم يرتبط بمسؤولية تاريخية تجاه إسرائيل بسبب المحرقة، كما عبّرت المستشارة السابقة أنجيلا ميركل في 2008.
لكن استطلاعات الرأي تظهر تراجع شعور الألمان بهذه المسؤولية، مع ازدياد التعاطف مع معاناة الفلسطينيين.
رد الفعل الإسرائيلي والدولي
إسرائيل وصفت القرار بأنه "مكافأة لحماس"، بينما ترى باحثون أنه "طلقة تحذيرية" قد تلهم دولًا أخرى لإعادة النظر في دعمها العسكري.
مصر، من جانبها، حذّرت من أن الخطة الإسرائيلية قد تهدد حياة الرهائن، داعيةً إلى استئناف مفاوضات التهدئة.