اتهم الخبير الاستراتيجي السياسي الأمريكي البارز ستيف شميدت، الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، بارتكاب ما وصفه بـ"خيانة غير مسبوقة" من خلال إظهار "ازدراء" واضح لمؤيديه، بل وكراهية لشعار حملته الأشهر "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا".
شميدت، الذي عمل سابقًا في الحزب الجمهوري وفي حملة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، قال إن القسم الرئاسي المكون من 35 كلمة، الذي أداه أول رئيس أمريكي جورج واشنطن، يُلزم الرئيس بالحفاظ على الدستور الأمريكي وحمايته والدفاع عنه، مضيفًا: "ترامب انتهك هذا القسم، وشارك في خيانته عدد غير مسبوق من المنافقين والمتطرفين والانتهازيين والمسترضين الذين تخلوا عن مسؤوليات مناصبهم في جمهورية ديمقراطية".
"فاشي" و"مهرج" يهاجم ركائز الحضارة الأمريكية
وصف شميدت ترامب بأنه "فاشي" و"مهرج"، مضيفًا: "لقد اعتدى على أركان الحضارة الأمريكية لأكثر من عقد، وقوّض إيمان عشرات الملايين بحقوقهم وحرياتهم الأساسية".
وأكد أن الرئيس الأمريكي الحالي "أوهم مؤيديه الغاضبين بأنهم محميون، بينما هو في الحقيقة يحتقرهم".
استشهد شميدت بما اعتبره دليلًا على احتقار ترامب لمؤيديه، بالإشارة إلى احتمال العفو عن جيسلين ماكسويل، المساعدة السابقة لجيفري إبستين، المتهم بالاتجار بالقاصرات.
وقال إن ضحايا ماكسويل "فتيات مجهولات وغير مرئيات في المجتمع الأمريكي"، مشيرًا إلى أن المرأة الأمريكية تعاني من ديون بطاقات ائتمان بفوائد مرتفعة، ورسوم تعليم باهظة، وأسعار متصاعدة، وفرص عمل محدودة، في ظل غياب أي تغييرات جذرية ووعود سياسية جوفاء.
اعتبر شميدت أن ما جمعه ترامب حوله هو "أكثر مجموعة أمريكية عبثية وخطورة تولت السلطة السياسية في تاريخ البلاد".
وأضاف: "لقد فتحوا معسكرات اعتقال، وعذبوا البشر بأوامر مباشرة من مسؤولين حكوميين، وباعوا سجناء لزعيم أجنبي أساء معاملتهم بعقوبات قاسية وغير إنسانية".
اتهم شميدت أنصار ترامب بالكذب على الشعب الأمريكي في قضايا كبرى وصغرى، واستهداف الخصوم السياسيين، واستغلال مناصبهم للانتقام وإثراء أنفسهم عبر صفقات فساد عالمية.
وقال: "لقد باعوا المصلحة الوطنية لتحقيق مكاسب شخصية، في خيانة لمبادئ الدستور والقيم الديمقراطية".