خطف النجم إيساف أنظار وقلوب عشاقه بأدائه المميز لأغنية "ساعات ساعات"، تلك الأغنية التي تُعد واحدة من العلامات الفارقة في تاريخ الموسيقى العربية. استطاع إيساف أن يعيد تقديمها بروح جديدة، مزج فيها بين وفائه للأصالة واحترامه للحن والكلمات، وبين بصمته الخاصة التي جعلت المستمع يعيش التجربة كما لو كانت تُغنّى لأول مرة.
منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن إيساف يتعامل مع الأغنية كلوحة فنية تحتاج إلى ألوان دقيقة ولمسات إحساس عالية، فجاء أداؤه محمّلًا بالعاطفة، قويًا في الإحساس، متوازنًا في القوة والهدوء، متنقلًا بين الجُمل اللحنية بانسيابية تامة، وكأنه يحكي حكاية يعيشها بكل تفاصيلها. وبصوته الدافئ، أعاد للجمهور عبق الزمن الجميل، وجعل الحاضرين والمستمعين أمام الشاشات يعيشون لحظة نوستالجيا لا تُنسى.
لم يكن إبداع إيساف في "ساعات ساعات" مجرد إعادة إحياء لعمل غنائي كلاسيكي، بل كان إعادة صياغة فنية راقية تليق بموهبته وصوته القوي. استطاع أن يحافظ على روح اللحن الأصلي، وفي الوقت نفسه أضاف لمساته الخاصة في الأداء، ما أضفى على الأغنية طابعًا عصريًا دون أن يمس هويتها الفنية.
الجمهور لم يتوقف عن التفاعل معه، حيث انطلقت عبارات الإعجاب والتصفيق الحار منذ المقاطع الأولى وحتى اللحظة الأخيرة، في مشهد أكد أن إيساف يمتلك القدرة على أسر القلوب بصوته فقط، دون حاجة لأي مؤثرات خارجية. وكأن صوته هو الآلة الموسيقية التي تعزف على أوتار المشاعر مباشرة.
إيساف، الذي عُرف دائمًا بانتقائه للأعمال المميزة وحرصه على تقديم الفن الراقي، أثبت من خلال هذه الأغنية أن مكانته في الساحة الفنية ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة موهبة حقيقية ووعي فني عميق. أداءه في "ساعات ساعات" لم يكن مجرد غناء، بل كان رسالة حب للموسيقى، ورسالة تقدير لكل من صنع هذا العمل الأصلي، مع إهداء خاص لجمهوره الذي ما دام منحه الدعم.
بهذا الأداء، رسّخ إيساف اسمه كأحد أبرز الأصوات القادرة على إحياء التراث الغنائي بروح معاصرة، وأكد أن الفن الأصيل باقٍ ما دام هناك فنانين يحملون شعلته بإخلاص واحترافية.