في خطوة واعدة تعكس تميز الشباب المصري وقدرته على الابتكار في المجالات الهندسية الدقيق أبدع فريق طلابي من كلية الهندسة قسم ميكانيكا بجامعة بورسعيد فى ابتكار وتصميم توربية للرياح بأقل التكاليف لحل مشكلة الطاقة فى المناطق النائية، وذلك ضمن مشروع تخرجهم بقسم التصميم والإنتاج، حيث أستطاع من خلال العمل المشترك ابتكار وتصميم توربينة رياح فعالة لحل مشكلة الطاقة .
مشروع طلابي يتحول إلى إنجاز واقعي
يقول الطالب علاء احمد فتحى البالغ من العمر 24 عام، والقائم على المشروع، ان هذا المشروع يعد من اهم المشروعات الصاعدة فى مجال الطاقة وان فكرة هذا المشروع هى التغلب على بعض الصعاب التى يتعرض المجتمع فى المناطق النائية باستخدام تربينة تعمل بسرعات الرياح المنخفضة لتغطية الاستخدامات البسيطة ويستهدف هذا المشروع تطوير حلول متقدمة في مجال الطاقة يمكن استخدامها في المناطق الريفية لتغطية الاستخدامات البسيطة مما يساعد في انشاء مصدر للطاقة المتجددة والغير مكلفة بدلا من استخدام الوقود وبالأخص في المناطق التي يصعب وصول الطاقة اليها مما يؤدي الى انخفاض العوادم التي تنتج من احتراق الوقود والحطب وغير ذلك مما يتم استخدامه.
وكان قد اشترك فى هذا العمل مجموعة الطلاب المبدعين بالقسم: وهم (علاء احمد فتحي ،صلاح الدين السيد صلاح الدين ،احمد محمد رضا ، أسامة هشام) وتحت إشراف أ.د. محمد السقا.
واعتمد الفريق في التصميم على استخدام تربينة ذات آلية ذكية لتعديل زاوية ريش التربينة من أجل تحديد الزاوية المثلى التي تحقق أعلى كفاءة في التوليد ،وهذا الميكانيزم ساعدهم على دراسة الأداء الديناميكي للتربينة بدقة في ظروف مختلفة.
ومن أجل تقييم كفاءة التصميم وتحسينه قبل التصنيع، استخدم الفريق برنامج المحاكاة الهندسية ANSYS، حيث تم تحليل تدفق الهواء وتأثيره على أداء التربينة باستخدام تقنيات CFD.
وتم تصنيع النموذج النهائي باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد (3D Printer) لضمان دقة الأجزاء وتوفير تكلفة التصنيع و بعد ذلك أُجريت التجارب العملية داخل نفق هوائي (Wind Tunnel) حيث تم ضبط سرعة الرياح وقياس عزم دوران التربينة عند كل زاوية للريش بهدف تحليل أدائها في ظروف تشغيل متعددة.
وفي أحد الاختبارات التطبيقية تم توصيل التربينة بنظام شفط هوائي داخل غرفة وتم قياس قوة السحب الناتجة عن الشفاط لتقييم فعالية الطاقة المنتجة عملياً.
يرى الفريق أن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو التوسع في حلول الطاقة النظيفة في مصر خاصة للمجتمعات التي يصعب وصول الشبكة الكهربائية إليها وهو ما يفتح آفاقاً واسعة أمام تطبيقات مستدامة وذات مردود بيئي واقتصادي.