في خطوة تستهدف تعزيز الجاهزية العسكرية الأمريكية وتحديث أدواتها القتالية، تتجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تخفيف القيود البيروقراطية التي تعوق تطوير واعتماد الطائرات المسيّرة الصغيرة منخفضة التكلفة، في إطار استراتيجية جديدة تسعى لمواجهة التصاعد الحاد في قدرات الخصوم، لا سيما الصين.
وقد أشار وزير الدفاع بيت هيغسيث في مذكرة داخلية إلى أن الطائرات المسيّرة ستكون مفتاح الانتصارات المستقبلية، متوقعًا تصاعد دورها المحوري في ساحات المعارك بحلول عام 2026. إلا أن هيغسيث حذّر من أن المنظومة الحالية للمسيرات الأميركية غير كافية للفوز في صراع تقني مع الصين، التي تمتلك ملايين النماذج، مقابل 20 نموذجًا فقط تنتجها 14 شركة أميركية.
تحول استراتيجي لمواكبة المتغيرات
وكيل وزارة الدفاع للأبحاث والهندسة، إميل مايكل، أكد في تصريحات لموقع "نيوز نيشن" أن الوزارة تتحرك بوتيرة سريعة لزيادة أعداد ونوعيات الطائرات المسيّرة القابلة للاستخدام في الدفاع عن المواقع والمصالح الأميركية، عبر تفكيك اللوائح التي تحدد ما يمكن تصنيعه وكيفية اختباره. وقد انتقد مايكل بعض القيود التي فرضتها إدارة بايدن، معتبرًا أنها تُعيق الابتكار والاستجابة الفعالة.
وأشار إلى أن تبسيط الإجراءات وتجاوز البيروقراطية أمر ضروري للحفاظ على القدرة التنافسية أمام دول مثل روسيا والصين، اللتين حققتا تقدمًا ملحوظًا في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، سواء من حيث الكمية أو القدرة على العمل الجماعي ضمن أسراب ذكية.
جاهزية مرنة وسريعة النشر
تسعى وزارة الدفاع إلى توسيع خيارات الدرونز الصغيرة والقابلة للاستبدال، لتمكين القوات من نشرها بسرعة في ميادين القتال، وحماية الأفراد والقواعد من التهديدات المستجدة. وتُعَدّ هذه الطائرات أداة مثالية للحرب الحديثة نظرًا لكلفتها المنخفضة وفعاليتها العالية في المواجهات التكتيكية.
ويشير الخبراء إلى أن هذا التحول يمثل اعترافًا ضمنيًا بأن القوة التقليدية وحدها لم تعد كافية، بل يجب دمج التكنولوجيا الذكية كجزء من منظومة الردع والهيمنة.
مخاوف من التسرّع وضعف الرقابة
لكن هذا التوجه لا يخلو من التحذيرات. فوفق ما ذكره مايك غيرنيغان، الزميل الزائر بمركز "إليسون" للأمن القومي، فإن التوسع في إنتاج واستخدام المسيرات دون اختبارات صارمة قد يُعرّض الجنود للخطر ويخلق ثغرات في الأمن السيبراني. وأشار إلى حوادث سابقة خلال تدريبات عسكرية، حيث تسببت أعطال تقنية في الطائرات في أخطاء ملاحية كادت تؤدي إلى إصابات بين الجنود.
وحذر كذلك من أن المسارعة إلى تطوير المسيرات داخل أميركا دون تنسيق مع الحلفاء قد تضر بالشراكات الدفاعية وتضعف ثقة الدول الصديقة.