في تطور ميداني جديد ضمن المعركة الطويلة ضد الإرهاب في شمال شرقي نيجيريا، أعلنت مصادر أمنية وعسكرية عن مقتل سبعة مسلحين من جماعة «بوكو حرام» في كمين محكم نفذته قوات «عملية هادين كاي» التابعة للجيش، مساء الثلاثاء الماضي، على طريق مايانتي قرب منطقة «دار الجمال» بولاية بورنو.
العملية، التي وُصفت بأنها دقيقة ومدروسة، جاءت ضمن جهود مستمرة لتقويض تحركات الجماعة المتطرفة، الموالية لتنظيم «القاعدة»، والتي تواصل نشاطها العنيف منذ عام 2009 في نيجيريا والدول المجاورة، متسببة في سقوط آلاف القتلى وتشريد الملايين.
ووفقًا للخبير الأمني المتخصص في منطقة بحيرة تشاد، زاغازولا ماكما، فقد أسفرت العملية عن استعادة عدد من الدراجات الهوائية والمعدات اللوجستية، مما يشير إلى أن الجماعة لا تزال تعتمد على وسائل تنقّل بسيطة ومرنة تتناسب مع التضاريس الوعرة، وتساعدها على التملص من المراقبة في المناطق الريفية.
لكن ردّ الجماعة لم يتأخر. ففي مساء اليوم نفسه، نفذت هجومًا انتقاميًا على قرية «دار الجمال» التي أعيد توطين سكانها، حيث أطلق مسلحون النار عشوائيًا لترهيب الأهالي، قبل أن تتدخل قوات مشتركة من الجيش، وعناصر من «قوة المهام المشتركة» المدنية، إضافة إلى صيادين محليين، لتفشل الهجوم وتُجبر المهاجمين على الفرار في حالة من الفوضى.
معادلة معقدة
الحادث يعكس معادلة معقدة: رغم التفوق الميداني الذي تحققه القوات الحكومية من حين إلى آخر، لا تزال «بوكو حرام» قادرة على تنفيذ عمليات مضادة، بما يكشف عن مرونة تكتيكية وكفاءة لوجستية تتيح لها إعادة التموضع والرد.
كما يسلّط الضوء على أهمية التعاون بين القوات النظامية والمجتمعات المحلية في تعزيز الأمن، إذ باتت «قوة المهام المشتركة» المدنية والصيادون يشكّلون خط الدفاع الأول في القرى النائية، في تجربة أمن مجتمعي أثبتت فاعليتها في أكثر من موضع.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأبرز متمثلًا في حماية القرى المُعاد توطين سكانها، وضمان عدم تحولها إلى أهداف سهلة لهجمات الجماعات الإرهابية، خصوصًا في ظل استمرار خطر تنظيمي «داعش في غرب أفريقيا» و«بوكو حرام».