سلطت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الضوء على مستقبل قطاع غزة بعد نحو عامين من الحرب المدمرة، مرجحة أربع سيناريوهات محتملة لما قد يحدث في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن مصير القطاع في النهاية قد يتوقف على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتمتع بنفوذ كبير لدى الحكومة الإسرائيلية.
السيناريو الأول: إعادة احتلال غزة بالكامل
أفادت الوكالة أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت خلال الأيام الأخيرة عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس إصدار أمر بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، في خطوة ستكون الأولى منذ انسحاب القوات الإسرائيلية منه قبل عامين.
ومن المتوقع أن يناقش نتنياهو الأمر مع حكومته الأمنية خلال اجتماع يعقد الخميس، ورغم أن هناك معارضة داخلية في إسرائيل من قبل قادة أمنيين سابقين تخوفًا من المخاطر الأمنية على الرهائن الإسرائيليين، إلا أن شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف يدفعون بقوة نحو إعادة ضم غزة وتهجير سكانها وإعادة بناء المستوطنات اليهودية.
السيناريو الثاني: وقف إطلاق نار يتماشى مع المطالب الدولية
تقول حركة حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع ووقف شامل لإطلاق النار.
هذه المطالب كانت محل تأييد من إدارة بايدن ومجلس الأمن الدولي منذ عام، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تخشى من تمكين حماس مجددًا في حال انسحبت، كما يخشى نتنياهو من انهيار حكومته إذا وافق على اتفاق مشابه.
السيناريو الثالث: وقف إطلاق النار وفق الشروط الإسرائيلية
يؤكد نتنياهو أنه لن ينهي الحرب إلا بعد تحرير جميع الرهائن وتحقيق "الهزيمة الكاملة" لحماس، أو في حال وافقت الحركة على نزع سلاحها والخروج من غزة.
لكن حتى مع تحقق هذه الشروط، تصر الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ خطة لإعادة توطين غالبية سكان القطاع في دول أخرى، فيما تقول إنه سيكون "هجرة طوعية".
غير أن الفلسطينيين ومعظم المجتمع الدولي يعتبرون هذه الخطة "تهجيرًا قسريًا" يخالف القانون الدولي.
السيناريو الرابع: استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى
ترى أسوشيتد برس أن استمرار الحرب بشكلها الحالي يبقى احتمالًا قائمًا، مع مواصلة إسرائيل شن ضربات جوية يومية على القطاع، واستمرار حماس في تنفيذ عمليات ضد الجنود الإسرائيليين.
وفي هذا السيناريو، قد يتم السماح بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، بينما يظل ملف الرهائن معلقًا لأشهر أو حتى سنوات.
ترامب في موقع الحسم
خلصت الوكالة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قدم دعمًا عسكريًا ودبلوماسيًا واسعًا لإسرائيل، قد يكون العنصر الحاسم في تحديد أي من السيناريوهات سيتحقق، خاصة بعد نجاحه في الوساطة لوقف إطلاق النار في يناير الماضي.