يشهد قطاع السفر والسياحة العالمي تحولًا لافتًا بفعل التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، حيث كشف تقرير صادر عن “توريزم إيكونوميكس” بتكليف من “سوق السفر العربي” أن 60% من المسافرين في دولة الإمارات يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم، متجاوزين بذلك المتوسط العالمي البالغ 48%، في مؤشر واضح على سرعة تبني التكنولوجيا في الدولة.
جاء ذلك خلال فعاليات معرض “سوق السفر العربي 2025”، الذي جمع خبراء من قطاعات الضيافة والتكنولوجيا والفعاليات لمناقشة مستقبل السفر ودور التكنولوجيا في إعادة تشكيله.
وأكد المشاركون، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة مساعدة فقط، بل أصبح عنصرًا جوهريًا في تقديم تجارب سفر مُخصصة، وتحسين عمليات الحجز، وتعزيز كفاءة الخدمات.
الابتكار التكنولوجي يُعيد تعريف تجربة السفر
وخلال إحدى الجلسات الرئيسية، قالت إيمي ريد، نائبة رئيس الابتكار بشركة “سيبر للضيافة”، إن الهدف من التكنولوجيا ليس استبدال العنصر البشري، بل تعزيز جودة التفاعل الإنساني وتوفير وقت الموظفين للتركيز على تقديم تجارب أكثر جدوى للعملاء.
وضربت مثالًا بتقنية “SynXis Concierge AI” التي تتيح للفنادق تقديم ردود فورية وذكية على استفسارات الضيوف، دون الحاجة لاعتماد كلي على الموظفين، مما يضمن جودة الخدمة على مدار الساعة. كما استُعرضت تقنيات أخرى مثل خدمة “مَجِد AI” التي تقدم توصيات فورية مصممة حسب تفضيلات زوار وجهات أبوظبي السياحية.
قطاع الفعاليات.. نحو أفق ذكي ومتطور
في ظل التوقعات بوصول حجم صناعة الاجتماعات والفعاليات عالميًا إلى 2.3 تريليون دولار بحلول 2032، يتجه هذا القطاع بقوة نحو تبني حلول ذكية. ويُعدّ تخصيص المحتوى وتجربة الحضور عبر أدوات الذكاء الاصطناعي من أبرز التوجهات المستقبلية، حيث تُستخدم التكنولوجيا في أتمتة عمليات الترجمة، والتسجيل، والاقتراحات المخصصة للمشاركين.
أهمية التوازن بين التكنولوجيا واللمسة البشرية
ورغم الإشادة الكبيرة بمزايا الذكاء الاصطناعي، شدد الخبراء على ضرورة الحفاظ على التوازن بين الابتكار التكنولوجي والاحتفاظ بجوهر الضيافة الإنساني، مع التأكيد على أن التكنولوجيا يجب أن تكون وسيلة لتعزيز التواصل وليس بديلاً عنه.
مشاركة قياسية واستعداد لدورة 2026
من جهتها، صرحت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط، بأن نسخة 2025 شهدت ارتفاعًا بنسبة 26% في عدد المنتجات التكنولوجية المعروضة، مما يعكس تنامي الاهتمام بالحلول الذكية في قطاع السفر.
وأكدت كورتيس أن “أفضل الابتكارات هي التي تضع الإنسان في مركز الاهتمام”، مشيرة إلى أن نسخة 2026 من المعرض، والتي ستُعقد من 4 إلى 7 مايو، ستركّز بشكل أكبر على عرض تقنيات من شأنها تشكيل مستقبل السفر والسياحة
