شهدت منطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، واقعة مأساوية هزّت الشارع المصري، بعد أن لقي طفل يبلغ من العمر نحو 12 عامًا مصرعه داخل أحد محال السوبر ماركت، في حادث صادم وقع دون أي مقدمات أو مشاجرات، وأثار حالة من الذهول بين الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وقعت الجريمة في شارع عبد المنعم رياض المتفرع من شارع البطل أحمد عبد العزيز، حيث كان الطفل يعمل بأحد محال السوبر ماركت القريبة، ويمارس مهامه المعتادة وفي لحظة مفاجئة، دخل أحد الزبائن إلى المحل، وهو رجل في العقد الرابع من عمره، يعمل في محل كوافير قريب من المكان.
الطفل، بحسن نية، أسرع لمساعدة الزبون وتلبية احتياجاته، لكن الكارثة حدثت حين باغته الجاني دون إنذار، واعتدى عليه بشكل مباشر، ليرديه قتيلًا على الفور وسط ذهول زملائه والعاملين بالمكان.
مطاردة الجاني وتسليمه للشرطة
عقب ارتكاب الجريمة، حاول المتهم الفرار من المكان، لكن شهود العيان وعددًا من المارة والعاملين بالمحال المجاورة، طاردوه على الفور، وتمكنوا من الإمساك به وتسليمه لقوات الشرطة التي حضرت إلى موقع الحادث بسرعة.
وتم إخطار مديرية أمن الجيزة، حيث أمر اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بإحالة الواقعة إلى النيابة العامة التي بدأت التحقيقات العاجلة.
التحقيقات تكشف السبب الحقيقي وراء الجريمة
كشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية، أن الجريمة لم تكن بدافع شخصي، حيث تبين عدم وجود أي علاقة سابقة بين الجاني والضحية كما نفت التحريات ما تردد حول أن الجريمة ارتُكبت تحت تأثير المخدرات.
وأكدت الأجهزة المعنية أن المتهم يُدعى "محمود" ويبلغ من العمر 35 عامًا، ويعمل في محل كوافير بالمنطقة، وله سوابق جنائية في عدد من القضايا كما أوضحت التحقيقات أنه يعاني من اضطرابات نفسية شديدة، يُرجّح أنها كانت الدافع وراء ارتكابه لهذه الجريمة البشعة.
استمرار التحقيقات وتحليل الأدلة
يواصل رجال المباحث عملهم في جمع المعلومات والأدلة، حيث تم الاستماع إلى أقوال الشهود، ومراجعة كاميرات المراقبة المثبتة داخل السوبر ماركت ومحيطه، للوقوف على ملابسات الحادث بشكل دقيق.
ومن المقرر عرض المتهم على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، كما ستُعرض حالته على الطب الشرعي والنفسي لتقييم وضعه الصحي والتأكد من مسؤوليته الجنائية عن الجريمة.
وتسود حالة من الحزن والصدمة في أوساط الأهالي المنطقة، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على المرضى النفسيين واتخاذ إجراءات وقائية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.