الذهب يشتعل.. توقعات جديدة بالارتفاع ومخاوف الركود العالمي تدفعه للأعلى

الاثنين 14 ابريل 2025 | 10:49 صباحاً
مشتريات البنوك المركزية من الذهب
يشهد المعدن الأصفر موجة صعودية قوية مدفوعة بتوقعات متفائلة جديدة من بنكي الاستثمار العملاقين “جولدمان ساكس” و”يو بي إس”. عززت المؤسستان توقعاتهما بشكل كبير لأسعار الذهب خلال عامي 2025 و2026، مستندتين إلى طلب متزايد من البنوك المركزية واستخدامه كملاذ آمن في ظل تنامي المخاوف بشأن الركود الاقتصادي العالمي والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
ففي مذكرتين منفصلتين صدرتا يوم الجمعة، توقع محللو “جولدمان ساكس”، بقيادة لينا توماس، وصول سعر الأونصة إلى مستوى قياسي يبلغ3700 دولار بحلول نهاية عام 2025، مع إمكانية تخطي حاجز الـ4000 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2026.
من جهتها، أشارت جوني تيفيس، استراتيجية المعادن الثمينة في “يو بي إس”، إلى توقعات مماثلة بوصول سعر الذهب إلى3500 دولار للأونصة بحلول ديسمبر 2025.
يبقى الذهب في نظر الكثيرين ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين، وتشير التوقعات الحالية إلى أن بريقه سيستمر في التوهج خلال الفترة القادمة. ومع ذلك، ينصح المستثمرون دائمًا بالحذر وإجراء البحوث اللازمة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
إجماع على قوة الذهب في ظل عدم اليقين العالمي
تأتي هذه التوقعات المتفائلة بعد قفزة ملحوظة في أسعار الذهب بنسبة 6.6% خلال الأسبوع الماضي، مسجلة مستويات قياسية جديدة تجاوزت 3245 دولارًا للأونصة اليوم الاثنين. ويشير رفع البنكين لتوقعاتهما السابقة في مارس إلى وجود إجماع قوي بين المحللين على استمرار صعود الذهب في ظل البيئة الاقتصادية والسياسية العالمية المضطربة، خاصة مع السياسات التجارية المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي تثير مخاوف من اضطرابات في الأسواق.
وأوضح محللو “جولدمان ساكس” أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب تتجه لتسجيل متوسط شهري يبلغ 80 طنًا هذا العام، بزيادة عن تقديراتهم السابقة البالغة 70 طنًا، مؤكدين على توصيتهم بشراء الذهب على المدى الطويل. كما لفتوا إلى أن تزايد مخاطر الركود قد يدفع المزيد من التدفقات الاستثمارية نحو صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، والتي شهدت بالفعل تدفقات “مفاجئة إلى الأعلى” مؤخرًا.
وأضاف المحللون: “يرجح أن ذلك يعكس تجدد طلب المستثمرين على التحوط من مخاطر الركود وتراجع أسعار الأصول الخطرة”، مشيرين إلى أن خبراء الاقتصاد في البنك يرون الآن احتمال حدوث ركود بنسبة 45%. وفي حال تحقق هذا السيناريو، “فقد تتسارع تدفقات صناديق المؤشرات، ما يدفع سعر الذهب إلى 3880 دولارًا للأونصة بحلول نهاية العام”.
“يو بي إس”: طلب قوي من مختلف الشرائح يعزز جاذبية الذهب
من جانبها، تتوقع “يو بي إس” طلبًا قويًا على الذهب من مختلف الشرائح السوقية، بما في ذلك البنوك المركزية، ومديرو الأصول طويلة الأجل، وصناديق الماكرو، وإدارة الثروات الخاصة، والمستثمرون الأفراد. وترى تيفيس أن التغيرات في المشهد التجاري العالمي والجيوسياسي المتزايد يعزز الحاجة إلى توجيه الاستثمارات نحو الملاذات الآمنة كالذهب.
وأشارت تيفيس إلى أن هناك مجالًا لمزيد من الانكشاف على الذهب، حيث لم تصل مراكز السوق بعد إلى حالة التشبع، مضيفة أن “نسبة مراكز الذهب إلى إجمالي أصول الصناديق قد تتجاوز المستويات التي شهدناها في 2020، وإن لم تصل بالضرورة إلى الذروة التي تحققت في 2012-2013”. وأكدت أن قاعدة المستثمرين في الذهب قد توسعت منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، وأن “عدم اليقين المستمر يعزز الحاجة لتنويع المحافظ، وهو ما يصب في مصلحة الذهب”.
كما لفتت تيفيس إلى أن سيولة السوق المحدودة، جزئيًا بسبب ضعف نمو الإمدادات من المناجم والكميات الكبيرة من الذهب المحتجزة لدى البنوك المركزية وصناديق المؤشرات، قد تساهم في تضخيم تحركات الأسعار.
نصائح للمستثمرين: كيف تستفيد من صعود الذهب بحذر؟
في ظل هذه التوقعات الصعودية، يقدم الخبراء بعض النصائح والمحاذير للمستثمرين الراغبين في الاستفادة من ارتفاع أسعار الذهب:
• تخصيص جزء من المحفظة: ينصح بتخصيص ما لا يقل عن 3% إلى 10% من المحفظة الاستثمارية للذهب كأداة لتنويع المخاطر والتحوط.
• تجنب الشراء عند الذروة: من الضروري إجراء دراسة متأنية قبل الشراء وتجنب الدخول في السوق عند أعلى المستويات.
• اقتناص فرص الانخفاض: يمكن استغلال فترات انخفاض الأسعار المؤقتة كفرص للشراء.
• صناديق الذهب للسيولة: تعتبر صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب خيارًا جيدًا للمستثمرين الذين يبحثون عن السيولة وسهولة التداول.
• التحقق من جودة الذهب: عند شراء الذهب المادي، يجب التأكد من نقاوته وجودته.
• سبائك عيار 24 للاستثمار الطويل: تعتبر السبائك الذهبية من عيار 24 الأفضل للاستثمار طويل الأجل نظرًا لأعلى درجة نقاء.
• المجوهرات ليست للاستثمار: غالبًا ما تكون المجوهرات أقل نقاء وتتضمن تكاليف تصنيع تجعلها أقل جاذبية للاستثمار.
• التحقق من التكاليف الإضافية: يجب التحقق من المصنعيات والضرائب والرسوم الإضافية قبل شراء الذهب المادي.
نقلا عن الجريدة العقارية