اقطع تلاوتك عند الأكل| دار الإفتاء: قراءة القرآن عبادة لا تزاحمها العادات

دار الإفتاء المصرية

أعاد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، تسليط الضوء على واحدة من أعظم العبادات وهي آداب قراءة القرآن الكريم، مشددًا على أن التلاوة ليست مجرد صوت يسمع أو كلمات تردد، بل حضور قلب وهيبة مقام.

ووجه عاشور رسالة روحانية عميقة، خلال حلقة من برنامجه دقيقة فقهية، أكد فيها أن الطهارة، استقبال القبلة، والإنصات بخشوع هي مفاتيح الدخول إلى حضرة كلام الله، موضحًا أن من آداب التلاوة الامتناع عن الانشغال بالطعام أو الحديث الجانبي أثناء القراءة، ليس لأنها حرام شرعًا، بل لأنها تنقص من وقار القرآن وتُضعف تعظيم الشعيرة.

واستند عاشور إلى قوله تعالى: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، معتبرًا أن توقير كلام الله لا يتوافق مع تقليب الملعقة أو ارتشاف الشاي أثناء التلاوة، داعيًا من يرغب في الأكل أو الكلام أن يغلق المصحف مؤقتا ثم يعود إليه بعقله وقلبه معًا.

وفي سياق متصل، أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية عن سؤال ورد من أحد القراء، قال فيه إنه يختم القرآن شهريًا، لكنه يرغب أحيانًا في البدء بسور محددة يشعر بالقرب منها، فجاء الرد واضحا: ليس هناك وجوب شرعي لترتيب السور في التلاوة، بإمكانك أن تبدأ حيث يحن قلبك، طالما أن ذلك يشجعك على المواصلة والارتباط الدائم بالمصحف.

وأوضحت اللجنة أن ترتيب المصحف أمر توقيفي في المصحف الشريف، لكنه ليس شرطا في القراءة الفردية، خصوصا إذا كان التغيير يساعد على الخشوع والاستمرار، أما من لا فرق لديه، فالأولى أن يسير على ترتيب السور كما جاءت، حفاظا على صورة المصحف في ذهنه.