تتأهّب أكبر مصفاة نفط في باكستان لاستقبال أول شحنة خام أميركية عبر شركة فيتول الهولندية، وهي أكبر تاجر نفط في العالم، وفق آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتأتي عملية استيراد شحنة النفط الأميركية من قِبل مصفاة كينرجيكو (Cnergyico) بموجب اتفاقية مبرَمة بين باكستان والولايات المتحدة، في خطوة تمهّد الطريق أمام زيادة الشحنات الأميركية على البلد الآسيوي.
ويبلغ إنتاج باكستان من النفط قرابة 88 ألف برميل يوميًا؛ وهو أقل بكثير من الطلب المحلي، إذ تستورد البلاد نحو 85% من احتياجاتها من الخام.
وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن معدل الاستهلاك النفطي في باكستان يصل إلى نحو 556 ألف برميل يوميًا، في وقت تبلغ فيه الاحتياطيات النفطية المؤكدة بالبلاد 353.5 مليون برميل، لتحتل المرتبة الـ52 عالميًا في احتياطيات الخام، وتمثّل 0.021% من إجمالي الاحتياطيات العالمية.
مليون برميل في الطريق
من المقرر أن تستورد مصفاة نفط كينرجيكو مليون برميل نفط من شركة فيتول في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وفق ما قاله نائب رئيس شركة كينرجيكو المالكة للمصفاة أسامة قريشي في تصريحات حصرية أدلى بها إلى رويترز اليوم الجمعة 1 أغسطس/آب.
وتُعد تلك أول عملية شراء تنفّذها مصفاة نفط كينرجيكو للنفط الخام الأميركي، في أعقاب اتفاقية تجارية أبرِمت بين البلدين.
وستُنقَل شحنة خام غرب تكساس الوسيط من هيوستن خلال أغسطس/آب الجاري، ومن المتوقع أن تصل إلى ميناء كراتشي الباكستاني خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول (2025)، حسب قريشي.
وأضاف: "تلك شحنة تجريبية بموجب اتفاقنا مع شركة فيتول؛ فإذا كانت مجدية تجاريًا، يمكننا استيراد ما لا يقل عن شحنة واحدة شهريًا"، مشيرًا إلى أن "الشحنة غير مخصصة لإعادة البيع".
مفاوضات مكوكية
تأتي الاتفاقية المبرَمة بين باكستان والولايات المتحدة في أعقاب شهور من مفاوضات متعددة انطلقت في شهر أبريل/نيسان الماضي، بعدما هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض تعرفات جمركية نسبتها 29% على واردات بلاده من باكستان.
وقال قريشي إن وزارتي التمويل والنفط في باكستان شجّعت مصافي النفط المحلية على استكشاف واردات الخام الأميركية بعد إعلان التعرفات الجمركية في أبريل/نيسان (2025).
وفي 31 يوليو/تموز المنصرم، ثمّنت باكستان الاتفاقية التجارية المبرَمة مع أميركا، وهي أكبر سوق صادرات للبلد الآسيوي، مؤكدةً أن تلك الاتفاقية ستعزّز الاستثمارات، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستفرض تعرفة جمركية نسبتها 19% على واردات البلاد من باكستان، في بيان صادر في 31 يوليو/تموز (2025).
تقارب من ترمب
بدأت باكستان، وهي الحليف الرئيس للصين، تتقرب من الرئيس دونالد ترمب بعدما هدد بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من إسلام آباد.
وثمّنت باكستان التدخل الدبلوماسي الأميركي لإنهاء النزاعات العدائية مع جارتها الهند، بل رشحت ترمب للحصول على جائزة نوبل للسلام.
ويستأثر النفط بنصيب الأسد من الواردات الباكستانية، بقيمة لامست 11.3 مليار دولار في العام المنقضي في 30 يونيو/حزيران الفائت؛ ما يعادل قرابة خُمْس إجمالي فاتورة الاستيراد في البلاد.
وستساعد الاتفاقية المبرَمة بين أميركا وباكستان في تنويع وارداتها من الخام، وخفض اعتماد إسلام آباد على الموردين من منطقة الشرق الأوسط الذين يمثّلون قرابة وارداتها النفطية كافّة.
وقال نائب رئيس شركة كينرجيكو المالكة للمصفاة، أسامة قريشي، إن "هوامش التكرير الإجمالية تتساوى مع درجات الخام الآتية من دول الخليج، وبناءً عليه لا يستلزم الأمر أي تعديلات في المزج أو التكرير".
سعة التكرير
لدى مصفاة نفط كينرجيكو القدرة على معالجة 156 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، وهي مسؤولة عن تشغيل محطة الربط الوحيدة ذات النقطة الواحدة في البلاد، الواقعة قرب مدينة كراتشي؛ ما يمكن المصفاة من التعامل مع ناقلات كبيرة بعكس المصافي الأخرى في باكستان.
وقال قريشي إن شركته تخطط لتركيب ثاني محطة بحرية بهدف التعامل مع شحنات أكبر، وأيضًا لتحديث سعتها التكريرية على مدى السنوات الـ5 إلى الـ6 المقبلة.
وأكمل: "نتوقع أن ترتفع معدلات التكرير النفطي مع زيادة الطلب المحلي، ومنح أولوية إلى الإنتاج المحلي بدلًا من الوقود المستورد"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتراهن مصفاة نفط كينرجيكو التي بدأت العمل بمعدل تكرير يتراوح من 30% إلى 35% في المتوسط نتيجة ضعف الطلب، على نمو الطلب على المنتجات النفطية.
وفي 30 يوليو/تموز (2025) صرّح دونالد ترمب بأن بلاده ستتعاون كذلك مع باكستان لتطوير احتياطيات نفط ضخمة دون الإدلاء بأي تفاصيل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.تدفق أول شحنة خام أميركية على أكبر مصفاة نفط كينرجيكومن رويترز.
