اقتحمت قوات البحرية الإسرائيلية سفينة حنظلة أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، بعد أن أظهر بث مباشر تعرض الجنود للسفينة وهم يحملون أسلحتهم، وأمروا الناشطين برفع أيديهم، قبل انقطاع البث فجأة عقب العملية، دون معرفة مصير النشطاء أو طاقم السفينة.
مسار الرحلة وخلفية السفينة
انطلقت السفينة من ميناء سركوزا الإيطالي في 13 يوليو، وتوقفت في غاليبولي تقنياً بين 15 و20 يوليو، ثم أبحرت مجددًا وهي تحمل 21 ناشطاً من مختلف الجنسيات، من بينهم أعضاء برلمانات أوروبيين وصحفيين ومحامين، إلى جانب مواد إنسانية مثل حليب أطفال وأدوية وأغذية مجردة من المعدات الثقيلة، في إطار مهمة رمزية نحو غزة في مواجهة الحصار المفروض من إسرائيل .
النشطاء على متن السفينة
يتضمن طاقم السفينة أفراداً مدنيين بينهم محامية حقوق الإنسان الفلسطينية الأميركية هويدا عراف، وعضو البرلمان الأوروبي السابق الفرنسي، بالإضافة إلى متطوعين وإعلاميين وأطباء ومحامين، يرون في هذه المهمة “رسالة ضمير عالمي” تستهدف تسليط الضوء على معاناة أهل غزة Starvation crisis .
دوافع الرحلة الإنسانية
جاء هذا الإبحار في ظل تضاعف الأزمة الإنسانية الغزاوية، حيث حظرت إسرائيل منذ 2 مارس 2025 دخول المواد الغذائية والدواء تقريباً. تشير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى تفشي المجاعة، وعشية رحيل السفينة ارتفعت حالات الوفيات الناتجة عن الجوع، مع تحذيرات من مجاعة جماعية تهدد حياة أكثر من مليون شخص، خصوصاً الأطفال والمرضى.
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين
رغم أن إسرائيل لم تنشر بياناً رسمياً فور الاقتحام، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن جهات أمنية تأكيدها أنها لن تسمح لسفينة Handala بالوصول إلى غزة، وأن البحرية ستطبق الإجراءات بما في ذلك إيقافها في ميناء أسدود إذا لزم الأمر. وتصف نقداً سابقاً السفن بأنها “بروباجندا رمزية” لا تقدّم ما يعادل شاحنة مساعدة واحدة عبر القنوات الرسمية للأمم المتحدة .
محاولات سابقة لفك الحصار
لم تكن هذه أولى المحاولات، ففي يونيو 2025 استولت البحرية الإسرائيلية على السفينة “مادلين” في مياه دولية واعتقلت جميع الناشطين بمن فيهم غريتا ثونبرغ. كما تعرضت سفينة “Dignité Al Karama” لهجوم بطائرات مسيّرة قبالة مالطا في مايو، أسفر عن أضرار هيكلية واحتراق فيها بحسب المنظمات الناشطة، مع إنكار رسمي إسرائيلي علني .
تفسير المجاعة في قطاع غزة
بحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الوفيات بسبب الجوع إلى مئات، منها نسب عالية بين الأطفال، بينما رصدت هيئات دولية أن 56 ٪ من المساعدات لم تصل إلى شمال القطاع، وأن ما يُعاد توجيهه عبر الأمم المتحدة يكاد لا يغطي الحاجة. الأمم المتحدة ومنظمات مثل برنامج الغذاء العالمي وأطباء بلا حدود تحذر من انهيار وشيك في الوضع الغذائي والصحي للسكان، فيما تتحدث منظمات عن احتمال وقوع مجاعة جماعية .
السياق القانوني والدولي
تشير تقييمات أممية وخبراء دوليين إلى أن الحصار البحري يعد عقاباً جماعياً مخالفاً للقانون الدولي، وأن عمليات اعتراض السفن في المياه الدولية تعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان، وقد تفتقر إلى الشرعية الدولية بحسب تقارير عديدة. بينما تعتبر إسرائيل أنها تتبع قانون النزاعات البحري والممارسات الدولية المعتادة، في حين يقترح مختصون أن استخدام القوة في بعض عمليات البردة كان مفرطاً وغير متناسب .