حصلت محطة نووية أميركية متوقفة عن العمل منذ 3 سنوات على موافقة لإعادة التشغيل، بعد حصول شركة هولتيك إنترناشيونال (Holtec International)، على ترخيص من هيئة تنظيم الطاقة النووية في الولايات المتحدة "إن آر سي".
وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد جاءت الموافقات على إعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية في ميشيغان، وفق ما أعلنته الشركة والهيئة يوم الخميس 24 يوليو/تموز 2025.
وتسمح موافقة الهيئة للشركة بتحميل الوقود، لكن تحتاج هولتيك إنترناشيونال إلى مزيد من التصاريح قبل أن تستطيع المحطة العمل مجددًا، إذ توقفت محطة باليساديس للطاقة النووية في مايو/أيار 2022، لكن مالك المشروع كان مختلفًا.
وفي يونيو/حزيران 2022، اشترت شركة هولتيك محطة باليساديس للطاقة النووية من شركة إنترجي (Entergy)، بهدف إيقاف تشغيلها؛ إذ لم تكن قادرة بعد على منافسة محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي أو من مصادر الطاقة المتجددة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، وجدت شركة هولتيك تشققات تآكل في مولدات البخار التي تُعدّ من بين الوحدات الأكثر تكلفة في محطة الطاقة النووية، كونها مكونات حساسة تتطلّب صيانة دقيقة.
وتتجاوز مؤشرات التشققات الناتجة عن الإجهاد في الأنابيب بمولدَي البخار في أول محطة طاقة نووية في أميركا مُقرر إعادة تشغيلها؛ التقديرات المستندة إلى تاريخ التشغيل السابق، إذ وُجدت تشققات ناتجة عن الإجهاد في نحو 1163 أنبوبًا بمولد البخار، ضمن أكثر من 16 ألف أنبوب في الوحدات.
وتسعى شركة هولتيك إلى إعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية، نهاية العام الجاري (2025)، لتكون أول محطة طاقة نووية في أميركا يُعاد تشغيلها بعد إغلاقها بالكامل.
محطة نووية أميركية تعود إلى الحياة
تعود محطة نووية أميركية إلى الحياة بقدرة كبيرة، إذ تبلغ قدرة إنتاج محطة باليساديس للطاقة النووية في ميشيغان الأميركية بعد إعادة تشغيلها نحو 800 ميغاواط، وستعتمد على مفاعلَيْن صغيرَيْن معيارييْن يعتمدان على تقنية مفاعل الماء الخفيف، والموجودة حاليًا في المنشأة.
وفي شراكة مع شركة "هيونداي إنجينيرينغ & كونستراكشن"، تخطط هولتيك لبناء مجموعة من المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية بقدرة 10 غيغاواط في شمال البلاد حتى ثلاثينيات القرن 21، بدءًا بإعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية.
واشترت هولتيك المحطة النووية لإغلاقها، لكنها تأمل في تشغيلها حاليًا مدفوعة بزيادة الطلب على الطاقة، خاصة من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
وشهد الربع الثالث من العام الماضي (2024) انتعاشة قوية للطاقة النووية في أميركا، مع توجه عدد من الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات إلى توقيع اتفاقيات شراء طويلة للكهرباء مع شركات مالكة لمحطات نووية في البلاد، بحسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، حينها.
وعلى سبيل المثال، وقّعت شركة كونستليشن إنرجي (Constellation Energy)، في سبتمبر/أيلول 2024، اتفاقية شراء طويلة الأجل للكهرباء لمدة 20 عامًا، مع الوحدة الأولى بمحطة الطاقة النووية ثري مايل آيلاند (Three Mile Island nuclear powe) التي كانت مغلقة منذ عام 2019 بسبب عدم الجدوى الاقتصادية.
وتعرّضت المحطة، الواقعة في جزيرة ثري مايل آيلاند على نهر سسكويهانا في ولاية بنسلفانيا، لأسوأ حادث للطاقة النووية التجارية في أميركا في 1979؛ نتيجة الانهيار الجزئي لمفاعل الوحدة 2، ما أثر في أداء المحطة وجعلها تعمل بمفاعل واحد منذ عام 1985، بحسب تقرير نشرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية (مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024).
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تأمين احتياجات الطاقة اللازمة لمراكز بيانات شركة مايكروسوفت في منطقة وسط المحيط الأطلسي، عبر تزويدها بمصادر كهرباء موثقة وخالية من الكربون.
تزويد مليون منزل باحتياجاتها من الطاقة
قالت شركة هولتيك الأميركية، إنه بمجرد عودة محطة باليساديس للطاقة النووية للتشغيل، يمكنها توليد أكثر من 800 ميغاواط من الطاقة الآمنة والموثوقة والخالية من الكربون.
وتكفي الطاقة المولدة المتوقعة احتياجات ما يقارب من مليون منزل (أكثر من 800 ألف)، عند ضخها في شبكة الكهرباء ما يساعد على توفير احتياجات السكان، لا في ميشيغان فقط، بل في مناطق أبعد.
ولم تعطِ الشركة موعدًا محددًا لإعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية، لكنها قالت في مارس/آذار الماضي، إنها ترغب في إعادة التشغيل قبل نهاية الربع الأخير من العام الجاري (2025).
ولا تُعدّ موافقة هيئة تنظيم الطاقة النووية الأخيرة على إعادة تشغيل المحطة نهائية، بل يتطلب الأمر مجموعة من التراخيص والمراجعات لعدد من الإجراءات، حتى تتمكن الشركة من بدء التشغيل وفق الترخيص الممنوح لها، الذي تنتهي صلاحيته في 24 مارس/آذار 2031.
ونقلت الهيئة سلطة تشغيل محطة الطاقة النووية من شركة هولتيك إنترناشيونال إلى شركة "باليساديس إنرجي"، وأعادت العمل بوثائق رئيسة، بما في ذلك خطط الطوارئ والأمن، وبرامج الصيانة والتفتيش.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
