شحنة نفط إماراتية نادرة تختبر خطط الهند للتعامل مع العقوبات على روسيا

كشفت شحنة نفط إماراتية نادرة عن محاولات شركة تكرير رئيسة في الهند تأمين بدائل لخامات روسيا، في ظل توالي حزم العقوبات الغربية المُقيِّدة للشراء.

وتعود أسباب ندرة الشحنة إلى مفضلات شراء شركة "ريلاينس إندستريز" السعرية، والطريقة المتبعة عادة في شراء هذه الشحنات.

وتعتمد غالبية إمدادات مصافي تكرير الدولة الآسيوية على الواردات، ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية (في فبراير/شباط 2022) باتت خامات موسكو الأوفر حظًا لنيودلهي؛ إذ تمتعت بخصومات سعرية عالية هربًا من العقوبات.

وطالت أحدث حزم العقوبات على روسيا مصفاة تكرير هندية، ما عزز مخاوف كبار منتجي الوقود حول منافذ الشراء البديلة ومستويات الأسعار.

شحنة نفط إماراتية نادرة

اشترت شركة التكرير الهندية شحنة نفط إماراتية نادرة مؤخرًا قوامها مليون برميل، ضمن توجهها لاختبار خيارات شراء مختلفة بعيدة عن النفط الروسي.

وترجع ندرة الشحنة إلى أن خام مربان الإماراتي لم يكن أول خيارات شركة "ريلاينس إندستريز" في الشراء سابقًا رغم جودته العالية، ربما لارتفاع سعره مقارنة بخامات موسكو المخفضة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.

ويحدد الرسم أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- موقع الهند بين أكبر الدول المستوردة للنفط الإماراتي العام الماضي:

واشترت الشركة الهندية الشحنة من منصة تابعة لبورصة إنتركونتننتال، من خلال مجموعة عقود آجلة في أبوظبي.

والجديد في الأمر أن "ريلاينس" تسعى لتحويل الشحنة الآجلة إلى "تسليم فوري"، بالبحث عن موردين أو متعاقدين يرغبون في مبادلة أو مقايضة العقود إلى براميل فعلية.

ويمكن أن يتم ذلك عبر أداة مالية تتيح تحويل العقود الآجلة إلى عملية شراء فعلية.

ومن المرجح تحميل الشحنة النادرة شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وفق معلومات نقلتها بلومبرغ عن متعاملين بالسوق.

وكانت شركة التكرير الهندية قد اشترت شحنة أخرى من خام مربان الإماراتي بالحجم ذاته، لكن من السوق الفورية، وتسلمتها بالفعل.

اختبار البدائل

استلمت شركة "ريلاينس" الشحنة الفورية عقب إقرار الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة على النفط الروسي، بمدة وجيزة.

وبذلك، تكون الشركة الهندية قد اختبرت شراء مليوني برميل من خام مربان بطريقتين:

• الأولى من السوق الفورية (مليون برميل).
• الثانية شحنة نفط إماراتية نادرة تمت بعقد آجل، تسعى الشركة إلى تسريع استلامها عبر المبادلة (مليون برميل).

ويُشير توقيت وطريقة الشراء إلى محاولة شركة التكرير البحث عن بدائل للخام الروسي، في أعقاب حزمة العقوبات الـ18 الأخيرة.

ويبدو أن إدراج مصفاة "فادينار" التابعة لشركة "نايارا إنرجي" الهندية في قائمة العقوبات -نظرًا إلى امتلاك شركة روسنفط الروسية حصة بها- أثار المخاوف حول انتظام إمدادات شركات التكرير.

وجاء ذلك بالنظر إلى اعتماد المصافي الهندية على النفط الروسي المخفض خلال السنوات الأخيرة، والتوسع في تصدير الوقود -خاصة الديزل- إلى أسواق مهمة أبرزها أوروبا.

وعززت هذه المخاوف تجربة الموردين أنماط شراء مختلفة، وسط محاولات المحللين للتكهن بالسيناريوهات المستقبلية حول مواصلة شراء مصافي نيودلهي لخام الأورال الروسي، أو الاستغناء عنه بموارد الشرق الأوسط.

ريلاينس إندستريز

تسعى شركة التكرير الهندية ريلاينس إندستريز لتجنب تسليط الضوء عليها، بعد قيود الاتحاد الأوروبي على مصفاة شركة نايارا إنرجي.

وبجانب ذلك، تضمنت العقوبات تدقيقًا من الاتحاد الأوروبي بشأن الكيانات الموردة للديزل، في محاولة للتأكد من أن مصدره الأصلي لا يعود للنفط الروسي.

وقد يفسر ذلك محاولة شركة التكرير الهندية تأمين بدائل أخرى من بينها خام مربان الإماراتي، لكن تبقى طريقة الشراء الأمثل لم تحسم بعد، بالمفاضلة بين السوق الفورية أو الشراء بالعقود الآجلة (في حال انخفاض أسعارها) ومقايضتها ببراميل فعلية.

ويعد الشراء الأخير لشحنة نفط إماراتية نادرة من خام مربان دلالة على ذلك، إذ لم تعتد الشركة شراء هذا الخام بكميات تصل إلى مليوني برميل من الشحنتين، أو بطريقة الشحنة الثانية.

ويبدو أن بدء حظر أوروبا للديزل المعتمد على خام روسي قبل التكرير، بحلول يناير/كانون الثاني 2026، دفع التجار إلى البحث عن مصادر خامات أخرى.

واستحوذ الخامات الروسية على نصف واردات شركة ريلاينس إندستريز العام الجاري، وفق بيانات نشرها موقع "بي إن إي إنتيلي نيوز".

وبجانب خام مربان الإماراتي، تدرس الشركة الهندية خيارات أخرى من الشرق الأوسط؛ إذ تبحث "ريلاينس" عن بدائل مستقرة وطويلة الأجل وبأسعار تنافسية في الوقت ذاته؛ ما يشكل تحديًا كبيرًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..