

في ظل الاستضافة التاريخية للمملكة العربية السعودية لكأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، أجرت "البوابة نيوز"، حوارًا مع تشيري شيا، المديرة التنفيذية ونائبة الرئيس في شركة "مونتون جيمز" الصينية، التي تقف اليوم على قمة صناعة الألعاب العالمية، وتقود استراتيجيات جعل الرياضات الإلكترونية منصة عالمية شاملة ومؤثرة، وإلى نص الحوار..

كيف ترين تنظيم المملكة العربية السعودية لكأس العالم للرياضات الإلكترونية؟ وهل ترينه نقطة تحول في المشهد العالمي؟
ما نشهده اليوم في السعودية هو حدث استثنائي بكل المقاييس، لا يقتصر على كونه بطولة رياضية إلكترونية فقط، بل هو علامة فارقة تؤكد أن الرياضات الإلكترونية أصبحت قوة عالمية لا يستهان بها.
حجم البطولة، التنظيم الاحترافي، وتفاعل الجماهير، كلها عوامل تؤكد أن السعودية تضع نفسها في قلب خارطة الرياضات الإلكترونية العالمية.
بالنسبة لنا في مونتون، هذا الحدث ليس فقط فرصة للمنافسة، بل هو منصة لتعزيز الشمولية وإظهار قدرة الألعاب الإلكترونية على جمع المجتمعات من مختلف أنحاء العالم، خصوصاً من خلال بطولاتنا الكبرى MSC وMDL، التي تشمل بطولات للسيدات، مما يعكس توجهًا جديدًا نحو التمكين والتنوع في الصناعة.
كيف ترين دور البطولات العالمية، مثل كأس العالم في الرياض، في جمع اللاعبين من مختلف الدول وتوسيع فرص التنافس بينهم؟
البطولات التنافسية ليست مجرد مسابقات؛ إنها نقاط التقاء بين ثقافات مختلفة، حيث يصبح اللاعبون سفراء لبلدانهم، ويمثلون مجتمعهم بفخر.
من خلال بطولات محلية وعالمية، مثل MPL وMC Series وEWC، نعمل على بناء مجتمع عالمي متكامل، يعزز من تجربة اللاعب ويربطه بملايين الآخرين.
هذه البطولات توسع المنافسة وتخلق فرصًا للاعبين وللمؤثرين في السوق، ما يساهم في نمو اقتصادي واجتماعي متسارع داخل صناعة الألعاب.
بصفتك امرأة في موقع قيادي داخل صناعة يُنظر إليها تقليديًا على أنها مجال ذكوري، ما أبرز التحديات التي واجهتك، وما الفرص التي استطعتِ اغتنامها؟ وما هي رسالتك للنساء الراغبات في دخول عالم الألعاب والرياضات الإلكترونية؟
الصناعة كانت ولا تزال تشهد تحديات فيما يخص تمثيل المرأة، ولكن الأهم هو أن هذا القطاع بدأ يتغير بشكل جذري.
أنا أؤمن بأن التحديات هي فرص مقنعة للنمو والتطوير، وقد وجدت في صناعة الألعاب منصة قوية للنساء لإثبات جدارتهم ومهاراتهم. اليوم، نشاهد زميلاتنا في مونتون وفي البطولات العالمية يتصدرن المشهد، ويقدمن نماذج ملهمة للجيل الجديد من النساء الطامحات.
رسالتي للنساء الطموحات: لا تدعن أي حاجز يقف بينكن وبين شغفكن، فهذه الصناعة توفر فرصًا حقيقية لبناء مسيرتكن المهنية وترك أثر دائم.
من أين تستمدين الدافع للاستمرار في قطاع سريع التطور مثل الألعاب والرياضات الإلكترونية؟ وما الذي ساعدك على الحفاظ على الشغف طوال رحلتك المهنية؟
الإلهام يأتي من الفريق الذي أعمل معه، ومن ثقة الناس بي، ومن رؤية الأثر الذي نحدثه معًا، بدأت مسيرتي كمتدربة، وتعلمت أن النجاح يأتي من الاجتهاد والصبر والتعاون.
كما أن الاستمتاع بالألعاب، سواء ألعابنا مثل Mobile Legends أو تلك التي ألعبها مع ابني، يذكرني دائماً لماذا اخترت هذه الصناعة: لأن الألعاب تجمع الناس وتخلق لحظات من السعادة والتواصل.
كيف ترين مستقبل صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية في ظل هذا التطور المتسارع والتغيرات العالمية المتلاحقة؟
المستقبل واعد جداً، ونحن على أعتاب عصر جديد يدمج التكنولوجيا والترفيه والثقافة بطريقة غير مسبوقة.
صناعة الألعاب لم تعد فقط ترفيهًا، بل أصبحت ركيزة اقتصادية وثقافية، ووسيلة لتمكين الأفراد والمجتمعات، ومونتون تسعى بأن تكون في طليعة هذا التحول، بتقديم تجارب لعب مبتكرة وشاملة، وبدعم المواهب المتنوعة حول العالم.