اعرف نتيجتك الآن - موقع عاجل نيوز
أخبار عاجلة

مؤمن الجندي يكتب: كوكا.. نصف الحكاية في صدره

مؤمن الجندي يكتب: كوكا.. نصف الحكاية في صدره
مؤمن الجندي يكتب: كوكا.. نصف الحكاية في صدره
اعرف نتيجتك الآن - موقع عاجل نيوز

لم يكن الصوت الأعلى، ولا اللقطة الأجمل، ولا العنوان البارز في الصفحات الأولى.. لكنه ظل هناك، حاضرًا، يُمسك بالخيط الرفيع بين الحلم والانكسار، ويشد عليه بكلتا يديه.

اعرف نتيجتك الآن - موقع عاجل نيوز

في صخب المواسم، وزحام النسيان، كان أحمد حسن كوكا يمشي بثبات لا يشبه أحدًا.. لا ضوء مسلط، ولا تصفيق دائم، لكن خطوته لم تتعثر.. لم يكن فتى الشاشات، ولا ابن العناوين الفضفاضة.. بل كان وجهًا آخر من وجوه الاحتراف، وجهًا خشنًا، حقيقيًا، يعرف أن القسوة ليست عيبًا، وأن قسوة الجمهور لا تُقابل إلا بالهدوء.

دعني اسألك سؤالًا وأجبني بصراحة.. هل سمع أحدكم صوت كوكا؟.. هل دخل في صدام مع مدرب؟ هل رد إساءة بأخرى؟
لم يفعل.. فقط ظل يُسجل وينجح!

تدرب تحت قيادة أسماء رنانة، سجل في البرتغال، في براجا، حيثُ كأس البلاد دخل إلى خزانته.. وسجل في اليونان، حيث الدوري والكأس في حضن أولمبياكوس.. دخل دوري أبطال أوروبا، ولعب في الدوري الأوروبي، ودون اسمه في كل البطولات التي لمسها.. من تركيا إلى فرنسا.

كوكا.. ليس من أولئك الذين يتقنون العزف على مشاعر الجماهير، ولا من محترفي السوشيال ميديا الذين يصنعون بطولات وهمية.. لذا قررت اليوم أن أكتب عنه لأنه يستحق ذلك.

فلو سألتني أنت هذه المرة، هل كوكا هذا مهاجم خارق؟ ربما لا.. هل هو هداف لا يُجارى؟ ليس بالضرورة.. لكنه في رأيي ظل مثالًا نادرًا للاعب لا يُناور في الولاء، لا يختلق المعارك، لا يتكلم أكثر مما يعمل.

الصامت الذي عبر المدن 

كوكا لم يهرب إلى "الراحة" في مصر حين عُرض عليه ذلك، لم يطلب الحماية في ظل جمهور يهتف له كل أسبوع.. اختار أصعب طريق أن يبقى غريبًا في ملاعب لا تغفر، وسط جمهور لا يعرف اسمه جيدًا، لكنه يعرف أن هذا الرقم "9" لا يرحم أمام المرمى.

حتى حينما اختلف عليه الناس في المنتخب، لم ينفعل.. لم يتبرم.. لم "يبصق" في وجوههم كما يفعل آخرون.. بل كان مثالًا يحتذى به في الاحترافية.

في النهاية، كوكا ابن مدينة فاقوس بلدي، حفيد الحقول، وحارسُ الحكايات التي تبدأ من جدرانٍ مشققة وقلبٍ كبير.. لم تغره ملاعب أوروبا ولا أناقة المدن البعيدة، كان يحمل مصر داخله.. بوضوح الريف، وصبر ابن الأصول، وصلابة من لا يملك ترف الانكسار، لم يفقد هويته.. لم يخلع عباءة البدايات، ولم يساوم على ملامح خرج بها من شرقيةٍ تعرف الطين والشمس والكرامة.

أحمد حسن كوكا، هو ذلك النوع من الحكايات التي لا تتصدر المانشيتات، لكنها تظل عالقة في الذاكرة ليس لأنه الأفضل، بل لأنه الأبقى.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نقيب الإعلاميين يُصدر قرارًا بتشكيل لجنة عليا لرصد الأداء الإعلامي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025
التالى بالأسماء.. إعلان القائمة النهائية لـ22 مرشحًا في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 عن دائرة محافظة أسيوط