وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض يوم الثلاثاء، ليبدأ أولى جولاته فى منطقة الشرق الأوسط منذ إعادة تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة فى يناير الماضي.
تستمر الزيارة من ١٣ إلى ١٦ مايو الجاري، وتشمل أيضًا دول قطر والإمارات. وتعد هذه الزيارة هى أول نشاط خارجى رسمى له فى ولايته الثانية، باستثناء سفره القصير إلى روما للمشاركة فى جنازة البابا فرنسيس.
وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، هذه الجولة بأنها "عودة تاريخية" إلى منطقة الشرق الأوسط، تهدف إلى تعزيز الشراكات الإقليمية فى مواجهة التطرف، وتعميق التعاون فى مجالات التجارة والثقافة.
رسائل سياسية وراء اختيار الخليج
يعد اختيار ترامب للخليج نقطة انطلاق جديدة لتحركاته الخارجية تكرارًا لما فعله فى ولايته الأولى عام ٢٠١٧، عندما كانت السعودية أيضًا محطته الأولى، فى زيارة شهيرة شهدت مشاركته فى رقصة السيف وظهوره فى صورة رمزية مع قادة عرب وهم يلمسون كرة مضيئة.
ويعكس اختيار الخليج مجددًا توجهًا أمريكيًا نحو تعزيز تحالفات مع شركاء إقليميين، فى وقت تتسم فيه العلاقات الأمريكية مع الحلفاء التقليديين فى الغرب بنوع من التوتر.
وتسبق الزيارة سلسلة من التحركات الدبلوماسية البارزة من واشنطن فى ملفات حساسة، شملت الوساطة بين الهند وباكستان، وتسهيل الإفراج عن الأسير الأمريكى – الإسرائيلى عيدان ألكسندر من غزة، بالإضافة إلى تقدم فى المحادثات النووية مع إيران.
كما أعلن ترامب بشكل مفاجئ عن موافقته على هدنة فى اليمن مع الحوثيين، عقب تصعيد عسكرى استمر لنحو شهرين.
صفقات اقتصادية ضخمة
من المتوقع أن تركز زيارة ترامب على إبرام صفقات اقتصادية ضخمة، خاصة فى مجالات الدفاع والطيران والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة، بما فى ذلك الذكاء الاصطناعي.
وشهدت مكانة الخليج تعزيزًا فى السياسة الأمريكية خلال الولاية الثانية لترامب، حيث تلعب قطر دور الوسيط بين إسرائيل وحماس، فى حين نشطت السعودية فى الوساطات المتعلقة بالأزمة الأوكرانية.
فى الرياض، من المقرر أن يجتمع ترامب مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، الذى يضم السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، الكويت، وسلطنة عمان، لمناقشة قضايا إقليمية مهمة مثل التهديدات الإيرانية، والتعاون الأمنى والاقتصادي.
وقد تصاعدت التكهنات حول الزيارة فى الأشهر الأخيرة، خاصة بعد إعلان ولى العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن خطط لاستثمار ٦٠٠ مليار دولار فى الاقتصاد الأمريكي. ورد ترامب على ذلك قائلاً: "سأطلب من ولى العهد رفع الرقم إلى تريليون دولار، وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأننا شركاء مميزون لهم".
صفقات عسكرية
أفادت وكالة "فرانس برس" بأن السعودية تسعى لشراء مقاتلات أمريكية متطورة من طراز "F-٣٥"، وأنظمة دفاع جوى بمليارات الدولارات، مع توقعات بأن تبدأ عملية التسليم خلال الولاية الحالية لترامب.
ورغم أهمية الملفات الأمنية، رجحت التقارير أن مسألة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لن تكون من أولويات هذه الجولة، حيث أكدت الرياض تمسكها بقيام دولة فلسطينية كشرط لأى اتفاق.
ويشير بعض المصادر إلى أن المحادثات قد تتناول أيضًا التقدم الأخير فى المفاوضات مع إيران، التى استضافت سلطنة عمان جولتها الرابعة مؤخرًا.
وقبل مغادرته، ألمح ترامب إلى احتمال مراجعة التسمية الرسمية التى تعتمدها واشنطن للخليج، وسط تقارير تشير إلى إمكانية اعتماد مصطلح "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي"، فى تحول لافت فى خطاب الإدارة الأمريكية تجاه المنطقة.
زيارة تركيا وقلق إسرائيلي
وأعلن الرئيس الأمريكي، أنه قد يزور تركيا، اليوم الخميس، فى إطار جولته الحالية فى الشرق الأوسط، فى موازاة اللقاء الروسى – الأوكراني.
ويسود قلق فى إسرائيل مما تصفه بـ"التقارب" بين ترامب والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خاصة بعد أن ذكر ترامب أنه قد يقرر رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، كبادرة نية حسنة تجاه أردوغان، الذى وصفه ترامب بـ"صديقي" وقال إنه "أحبه".
وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن فى الكنيست، الأسبوع الحالي، إلى تخوف إسرائيل من بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز "إف-٣٥" لتركيا، وقال: «إن إسرائيل تعارض بشدة خطوة أمريكية كهذه، إذا حصلت».
وتعتبر إسرائيل أن بيع الطائرة الأمريكية المقاتلة المتطورة لتركيا، التى تصفها بأنها "الخصم الاستراتيجي"، سيمس بالتفوق النوعى الإسرائيلى فى المنطقة، وفق ما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتى ذلك فى ظل تقارير إسرائيلية وأمريكية تحدثت، فى الأيام الأخيرة، عن توتر فى العلاقات بين ترامب ونتنياهو وعدم ثقة بينهما، بعدما أعلن ترامب، الشهر الماضي، عن مفاوضات نووية مباشرة مع إيران، ووقف إطلاق نار مع الحوثيين، ولا يشمل إسرائيل، وبعد مفاوضات مباشرة مع حماس، أسفرت عن إفراج الأخيرة، عن جندى إسرائيلى يحمل الجنسية الأمريكية.
وتتخوف إسرائيل خصوصا من احتمال صدام عسكرى جوى بينها وبين تركيا، فى حال كان بحوزة تركيا طائرات "إف-٣٥"، الموجودة حالية لدى سلاح الجو الإسرائيلي.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق