في عالم البيزنس.. أهم من النجاح هو التسويق للنجاح.. و«الدعاية نصف الطريق» لذا كل الكيانات العملاقة الناجحة في العالم لديها منظومة (ماركتينج) قوية وآلة إعلامية وتسويقية كبيرة هي الأهم بين قطاعات الشركة أو المؤسسة الاقتصادية.. فلا فائدة بمنتج لا تستطيع أن تقدمه للناس وتخلق له سوقا بين المستهلكين.. لذا تطور «التسويق» إلى علم مستقل يعتمد على منظومة وجيوش من العاملين بين أقسام الأبحاث والتصميم والميديا ومنتجي الأفكار واستطلاعات الرأي بكل أنواعها للوصول لأكبر قدر من العملاء، حتى صار التسويق «ثقافة خاصة» بالشركات في المجتمعات المتقدمة.
الماركتينج العالمي بدأ يتسلل إلى مصر تدريجيا مع التطور المذهل في أساليب التسويق وشاهدنا مواد تسويقية شيقة تحمل رسالة بجانب غرض الترويج للمنتجات وظهرت تلك الدعاية الحديثة في قطاعات البنوك وشركات التطوير العقاري الكبري وصارت سوقا مفتوحا لمنافسة تزداد شراسة عاما بعد الآخر ودلللت أرقام المشاهدات المليونية عن حجم نجاح حملات التسويق المبتكرة.
تابعت على مدار الأيام الماضية الانتقادات الغريبة التي تعرض لها إعلان لمجموعة طلعت مصطفي المطور العقاري الأشهر في مصر والشرق الأوسط ورائد السكن الفاخر ومبتكر الكمباوندات في مصر والمدن الذكية من الرحاب إلى مدينتي وصولا للفنادق الفاخرة ووصولا لمدينة نور التي تعمل بالذكاء الاصطناعي..
انحصرت مجمل الانتقادات للحملة الإعلانية لمشروع «ساوث ميد» بالساحل الشمالي في حجم تكلفة الحملة الدعائية للمشروع والاستعانة بمشاهير عالميين من العيار الثقيل منهم النجم العالمي سيلفستر ستالون ونجم الكرة العالمي تيري هنري.. والحقيقة أن تلك الانتقادات تنم عن «عدم وعي» بما يدور في الأسواق العالمية والإقليمية من حولنا، وغياب الفهم أن التسويق والدعاية من أهم أدوات القوة في أي شركة للوصول للمستهل.. وبدون دعاية قوية وتسويق محترف سيكون كمن يخاطب نفسه في فضاء متسع.
وأود أن أسوق بعض الحيثيات التي غابت عن البعض فيما يتعلق بحملة «ساوث ميد» أولها أن التسويق هنا يستهدف المشتري الثري في أسواق أخرى وخاصة السوق الخليجية، التي تهتم بشراء العقارات الفاخرة خاصة مع النقلة النوعية التي يعيشها الساحل الشمالي المصري والذي يتوقع أن يكون عاصمة السياحة الترفيهية في حوض المتوسط في المدى القريب بعد تدشين مشروع رأس الحكمة العملاق.
الأمر الثاني أن التسويق الضخم لمشروع طلعت مصطفي في الساحل الشمالي يأتي ضمن سياسة «تصدير العقار»، التي تخطو فيها مصر بخطوات واسعة، ويعني تصدير العقار إقامة مشروعات سكنية وتجارية وترفيهية فاخرة وبيعها بالدولار في الأسواق القريبة وهذا الأمر لن يتم إلا بحملات تسويق قوية وعالمية.
على الصعيد الأخر يظهر الاستعانة بنجوم عالميين مدى الذكاء من القائمين على حملة المشروع الضخم لأن هولاء النجوم لديهم ملايين المتابعين سواء على صفحاتهم الخاصة أو على مواقع التواصل الاجتماعي كما أن استخدامهم اللغة الإنجليزية للترويج لمشروع مصري سيوصل الرسالة إلى «ملايين البشر» حول العالم ويسلط الضوء على الاستثمار في مصر وكأنها دعاية للاقتصاد المصري كله وليس تسويقا لمشروع.
لا ننسي أن مشروع بحجم «ساوث ميد» يستحق حملات دعاية عالمية تعكس تطور قطاع العقارات في مصر وتسلط الضوء على مميزات الاستثمار في مصر وحالة الاستقرار الأمني والسياسي وكأنه إعلان شامل عن تطور الحياة الاقتصادية في مصر.. ولك أن تتخيل أن مشروع ساوث ميد يمتد على مساحة 23 مليون متر مربع ويعيد تعريف مفهوم الحياة الساحلية ويحتضن شواطئ فريدة وشبكة من البحيرات «اللاجونز» وبجانب أكبر مارينا لليخوت على المتوسط في تجربة بحرية فريدة ومتكاملة.
معلومة أخيرة عزيزي القاريء تكشف لك أهمية الدعاية في الأنشطة الاقتصادية وهي أن حملة مجموعة طلعت مصطفى لمشروع ساوث ميد حققت 200 مليون مشاهدة على مختلف منصات ومواقع التواصل الاجتماعي خلال أسبوع واحد على طرحها للجمهور وتصدرت أعلى الحملات الإعلانية مشاهدة في مصر والشرق الأوسط على مر التاريخ.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.