الاربعاء 14 مايو 2025 | 05:02 مساءً
هناك فئة من الناس لا يشعرون بالزلازل على الإطلاق، حتى لو كانوا يعيشون في مناطق نشطة زلزاليًا منذ سنوات، وذلك استنادًا إلى استطلاع للرأي شمل 116 شخصًا عقب زلزالين في كاليفورنيا، أفاد ربع المشاركين بأنهم لم يشعروا بأي هزة، رغم إقامتهم الطويلة في المنطقة، بينما قال آخرون إنهم شعروا بزلازل من قبل، لكن مر وقت طويل منذ آخر مرة انتبهوا فيها لهزة أرضية.
الأسباب البيئية التي تجعل البعض لا يشعر بالزلزال
ومن أبرز الأسباب البيئية التي تجعل البعض لا يشعر بالزلزال، هي الحركة المستمرة؛ فالشخص إذا كان يتحرك وقت وقوع الزلزال، مثل المشي أو ركوب وسيلة نقل، تقل فرص إحساسه بالاهتزاز مقارنة بمن يكون جالسًا ساكنًا.
كذلك يعيش البعض في أماكن تحتوي على ضوضاء واهتزازات مستمرة مثل المباني المرتفعة أو بجوار مناطق صناعية، مما يقلل القدرة على التمييز بين الزلزال والحركة اليومية.
أما من الناحية الصحية والطبية، فهناك حالات تؤثر على حساسية الإنسان تجاه الاهتزاز، أبرزها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، والذي قد يجعل المصاب كثير الحركة ولا ينتبه للهزات الخفيفة أو حتى المتوسطة، كما أن بعض الأدوية النفسية والعصبية قد تؤثر على الجهاز العصبي وتقلل من الاستجابة الحسية للمؤثرات الخارجية.
أيضًا الأشخاص المعتادون على الاهتزاز في حياتهم اليومية، مثل من يعملون على متن السفن أو يمارسون رياضات تعتمد على التوازن والحركة كالتجديف، قد يعتاد جهازهم العصبي على الاهتزازات فلا يتفاعل مع الزلازل كما يفعل غيرهم، ونفس الأمر ينطبق على من يعيشون لفترات طويلة في مدن ساحلية أو مناطق ذات حركة أرضية طفيفة مستمرة.
حتى وضعية النوم لها تأثير؛ فمن يكون نائمًا نومًا عميقًا وقت وقوع الزلزال قد لا يشعر به على الإطلاق، خاصة إذا لم يصاحبه ضوضاء أو تحرك مفاجئ للأثاث.
وهناك أيضًا من يكون نومهم ثقيلًا بطبيعته أو يعانون من اضطرابات نوم تقلل من حساسية الاستيقاظ بسبب الاهتزاز.
في النهاية يبقى رد الفعل تجاه الزلازل مسألة نسبية، تختلف من شخص لآخر تبعًا لمكانه، حالته الصحية، درجة انتباهه، والمحيط الذي يعيش فيه.
لذا من المهم دائمًا متابعة نشرات الزلازل الرسمية وعدم الاعتماد فقط على الإحساس الشخصي، خاصة أن بعض الزلازل قد تمر دون أن يلاحظها البعض رغم تأثيرها الكبير على الأرض.
اقرأ ايضا