
تُعدّ المصادر المتجددة للطاقة محرّكًا رئيسًا في مشهد التحول العالمي نحو مستقبل نظيف وآمن، ومع تسارع الابتكارات في هذا المجال، أكدت مصر مجددًا ريادتها الإقليمية عبر استضافة النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي لتقنيات الطاقة البحرية MET لعام 2025.

ويشكّل هذا المؤتمر الافتراضي منصة علمية وصناعية لمناقشة مستقبل الطاقة المُنتجة من البحار والمحيطات، وسبل دمجها في أنظمة الطاقة المستدامة.
وعُقِد المؤتمر تحت شعار "البحث العلمي والصناعة في مجال الطاقة البحرية"، بتنظيم من فرع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) للإلكترونيات الصناعية في مصر، وبالتعاون مع الجامعة المصرية الصينية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من جامعات ومؤسسات دولية مرموقة.
وترأَّس المؤتمر -الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- رئيس قسم الطاقة والطاقة المتجددة بالجامعة المصرية الصينية الدكتور هادي حبيب.
مصادر الطاقة البحرية
أكد الدكتور هادي حبيب -في كلمته خلال المؤتمر- أن الابتكار في الطاقة البحرية يمثّل إحدى الركائز المستقبلية لتحقيق تحوّل طاقي عالمي مستدام، مع فتح الباب أمام جيل جديد من الباحثين المصريين للمساهمة في هذا القطاع الناشئ.
وسلّط المؤتمر الضوء على أهمية التمييز بين الطاقة البحرية والطاقة الكهرومائية، مشيرًا إلى أن النوع الأول يشمل عدّة مصادر، مثل: طاقة الأمواج وطاقة المد والجزر، وطاقة تيارات المحيط، والطاقة الحرارية للمحيطات (OTEC)، وطاقة تدرُّج الملوحة.
وهذه المصادر تُعدّ حديثة نسبيًا، وما تزال في طور التطوير، على عكس الطاقة الكهرومائية، التي تعتمد على السدود والأنهار، وتُمثّل أقدم المصادر المتجددة للطاقة في العالم.

استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي
في الجلسة الأولى، قدّم الباحث البارز بشركة ليتورال لأنظمة طاقة المياه المستدامة الأميركية Littoral Power Systems الدكتور رافي تشالا عرضًا تقنيًا حول استعمال الذكاء الاصطناعي والنمذجة الهجينة لتحسين كفاءة أنظمة الطاقة البحرية والنهرية.
واستعرض تشالا بعض المشروعات المموّلة من وزارة الطاقة الأميركية، التي تعتمد على الاستشعار في الزمن الحقيقي والديناميكا غير الخطية.
ودارت مناقشة عقب الجلسة شارك فيها الدكتور رافي تشالا والدكتور هادي حبيب والباحثة الهندية الدكتورة ناغافينوثيني رافيتشاندران، إلى جانب المهندس المصري أحمد وجيه.
وتطرَّق المشاركون إلى أهمية البيانات المفتوحة والتعاون الدولي لتسريع الاعتماد على تقنيات الطاقة البحرية.
الخلايا الشمسية العائمة
في الجلسة الثانية، سلّطت الباحثة ناغافينوثيني رافيتشاندران الضوء على تحديات تصميم وتركيب الخلايا الشمسية العائمة في البيئات البحرية العميقة، مؤكدةً أن هذه التقنية تمثّل خيارًا واعدًا للدول الجزرية والمناطق الساحلية منخفضة الانبعاثات.

وخُصصت الجلسة الثالثة من المؤتمر لتسليط الضوء على مشروعات التخرج التي قدَّمها طلاب من الجامعة المصرية الصينية وجامعة هليوبوليس، تناولت تصميمات مبتكرة لإنتاج وتخزين واستعمال الهيدروجين البحري بصفته حلًا لتكامل المصادر المتجددة للطاقة مع الشبكات الكهربائية.
واستعرض المشروعات الطلابية عضو فرع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات المهندس مروان الدمياطي، وعضو هيئة تدريس في الجامعة المصرية الصينية المهندس عمر أبو العينين.
وعكست هذه العروض قوة الابتكار لدى الشباب المصري، مع تركيز واضح على تحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية.
واختُتِمت فعاليات المؤتمر بجلسة نقاشية موسعة تناولت أهمية دعم الأبحاث، وتعزيز الإرشاد الأكاديمي، وتهيئة بيئة محفّزة للابتكار، حيث شدد المشاركون على أن المحيطات والبحار لم تعد فقط مصادر للثروة السمكية أو النقل، بل أصبحت بوابة إستراتيجية لمستقبل الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..