
بالأمس حل علينا اليوم العالمي للتمريض التي تعد جزءا لا يتجزأ من الطب، خاصة أنها أهم عناصر الأطقم الطبية فلا يمكن تخيل مستشفى أو أي وحدة صحية بدون الممرض، فرغم الصعاب التي يواجهها الممرضون من ضغط العمل و تحديات يومية لحفظ أرواح البشر، إلا أن المعالجات الدرامية ساهمت في ترسيخ صورة نمطية خاطئة للممرضة حيث قللت الدور الحقيقي والحيوى لمهنتم الشاقة.
من يرى المهنة بعين غير أخلاقية.

تقول "يارا وليد" -ممرضة بإحدى المستشفيات الخاصة- بأن مهنة التمريض مهمة جدًا وهي العمود الفقري للمستشفى فلا يقف عملهم فقط على "الحقنة والسرنجة" كما يقلل منهم البعض ولكن لهم دور في مراعاة توقيت أدوية المريض و طعامه و نظافة ملابسه و أيضا حالته النفسية .
أشعر بالحزن لفراق مريض أو بكاء أهله
وتعرب "يارا" عن مدى التعب والإرهاق الذي تعاني منه بسبب السهر ولفترات طويلة بسبب العمليات ورعاية المرضى حيث لا يُسمح لها بالراحة سوى ساعتين فقط ولكن تتعرض للإزعاج من أهل المريض سواء من نظرات البغض او عرض الرشوة من اجل رعاية المريض طوال الوقت وإهمال باقي المرضى.
وتحكي " يار": عن أصعب المواقف التي واجهتها وهي فراق المريض الذي قد عانى من شدة الألم والوجع ، حيث تشعر بالحزن الشديد عندما ترى مريض يتألم بشدة، تقول: أحيانا تسوء حالتي النفسية بسبب صوت تألم المرضى من الوجع أو بكاء أهل المرضى عند وفاتهم .
التمريض له مكانة كبيرة عالميًا
ومن ناحيته يقول "مروان أحمد" -ممرض بمستشفى حكومي-بأن التمريض بمصر يحتاج إلى بعض التطوير والاهتمام لرفع جودة وكفاءة العمل خاصةً بالمستشفيات الحكومية، ويضيف، بأن الأجور ليست سيئة ولكن تزال في معدل متوسط وأقل مما يستحقه الممرضون/ات . فالتمريض مهنة مهمة ولها مكانة كبيرة في العالم ولا تقل أهمية عن الطب .

الدراما وتأثيرها على صورة مهنة التمريض.. بين الواقع والخيال
لطالما كانت الدراما مرآة تعكس قضايا المجتمع، لكنها في أحيان كثيرة أسهمت في ترسيخ صور نمطية سلبية، خاصة عن بعض المهن الحيوية والنبيلة مثل مهنة التمريض. ففي كثير من الأفلام، يتم تصوير الممرضة كشخصية سطحية، تفتقر للجدية والاحتراف، بل وأحياناً يتم التركيز على مظهرها الخارجي بشكل مبالغ فيه، مما يشوّه الدور الإنساني العميق الذي تقوم به في الواقع.
فيلم التخشيبة مثال حي
في أحد مشاهد فيلم التخشيبة للفنانة نبيلة عبيد، نرى الدكتورة آمال تسير بجديّة بين المرضى لتفقد أحوالهم، فتفاجأ بممرضة تتمايل وتبالغ في وضع مساحيق التجميل، فتوبخها بشدة وتذكّرها بوقار مهنتها. هذا المشهد، رغم بساطته، يعكس نمطاً درامياً متكرراً يظهر الممرضة بصورة سطحية لا تليق بدورها الحقيقي.
مثل هذه المشاهد، وإن كانت درامية في ظاهرها، إلا أن لها تأثيراً عميقاً في تشكيل وعي الجمهور، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة، حول مهنة التمريض، مما يستدعي وقفة جادة من صنّاع المحتوى لإعادة تقديم هذه المهنة بما يليق بأهميتها وقيمتها الإنسانية.

السينما والدراما ظلمت التمريض في الأعمال الفنية
ويرى الدكتور جمال فيرويز استشاري الطب النفسي أن الممرضات يتعاملن مع البشر في أضعف حالتهم الإنسانية وهي المرض لذلك يلقبون "بملاك الرحمة "، و ذكر أنه عمل بالمستشفيات ما يقرب من 30 عاماً سواء كطبيب أو رئيس قسم أو مدير مستشفى ولم يلاحظ أي مشكلة من التمريض إلا مشاكل الممرضات صغار السن المستعجلات على الارتباط والزواج ، لكنه يشهد أنهن كلهن محترمات ويراعين الله بعملهن .
وأوضح فيرويز أن الدراما و المجتمع قد يكونان ظلما دورهن الحقيقي ولكن الإعلام و فترة السيدة سوزان مبارك أثرت كثيراً في التمريض حيث جعلت الالتحاق بكليات التمريض بمجموع كبير و حاولت نقله للأفضل.