الشيف يوسف في واحدة من ليالي حي مصر الجديدة الهادئة وبعد أن خفت حركة المارة والسيارات في شوارع هذا الحي الراقي اندلعت ألسنة اللهب بشكل مفاجئ في مبنى سكني مكون من ستة طوابق يقع في ميدان سفير الحيوي وبحسب المعاينات الأولية فإن الحريق نجم عن تسرب للغاز من أنبوبة بوتاجاز داخل مطعم صغير متخصص في تقديم المأكولات السريعة وتحديدا الكريب.
انفجار يحول الليل إلى مأساة
لم يقتصر الأمر على تسرب الغاز بل أعقبه انفجار قوي دوى صداه في سكون الليل مما أدى إلى انتشار النيران بسرعة كبيرة وتحول المشهد الهادئ في لحظات إلى مأساة حقيقية حيث تصاعدت ألسنة اللهب لتلتهم أجزاء من المبنى مثيرة الفزع والرعب بين السكان والمارة الذين هرعوا لمتابعة ما يحدث.
مكالمة تقلب حياة شقيقين
كان الشاب أحمد ينتظر كعادته كل مساء انتهاء شقيقه يوسف من عمله كشيف في مطعم الكريب ليتناولا العشاء سويا في سكنهما المشترك لكن القدر كان يخبئ لهما فاجعة فبدلا من مكالمة العشاء المعتادة تلقى أحمد اتصالا قصيرا ومفزعا “في حريق في مطعم الكريب والنار طلعت للشقق” وهي كلمات كانت كفيلة بأن تجعله يهرول إلى الشارع مفزوعا.
مشهد مروع وصعوبة في الإنقاذ
عند وصول أحمد إلى موقع الحريق وجد مشهدا مأساويا يفوق كل تصور ألسنة لهب ضخمة تتصاعد وتلتهم واجهة المبنى والمطعم الذي يعمل به شقيقه وبحسب شهادة أحد الجيران كانت النار شديدة للغاية لدرجة أنه كان من المستحيل تقريبا على أي شخص الدخول لمحاولة إنقاذ العالقين بالداخل خوفا من النيران أو انفجار آخر محتمل.

العثور على جثة الشيف يوسف
وسط عمليات البحث والإنقاذ وبعد ساعات من القلق والترقب جاءت اللحظة الأكثر إيلاما وهي العثور على جثة الشيف يوسف داخل المطعم المحترق حيث فارق الحياة قبل دقائق قليلة من انتهاء وقت عمله لينهار شقيقه أحمد باكيا وهو يردد “أخويا مات يا ناس” بعد أن كان يمني النفس بنجاته.