كشف الدكتور حاتم سليمان استشاري طب الحالات الحرجة بمستشفى هيرفيلد في لندن تفاصيل المتحور الجديد من فيروس كورونا والمعروف باسم "ستراتا".
وقال سليمان في مداخلة مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة": "فيما يتعلق بالمتحور الجديد من فيروس كورونا، فإن التركيز حاليًا ينصب عليه في المملكة المتحدة هذا المتحور يعرف باسم ستراتا، وهو يأتي في إطار التطور الطبيعي والمستمر للفيروس، وهو أمر تحدثنا عنه سابقًا، حيث إن الفيروسات بطبيعتها تميل إلى التحور والتغير بمرور الوقت".
وأضاف: "ما يثير القلق في هذا المتحور تحديدا هو أنه ناتج عن تزاوج جيني داخل جسم الإنسان، إذ أصيب شخص ما في وقت واحد بفيروسين مختلفين من كورونا، ما أدى إلى اندماجهما وإنتاج نسخة هجينة جديدة من الفيروس هذا النوع من التحور يمكنه، في بعض الحالات، الإفلات من جهاز المناعة، وهو ما يشكل خطرًا محتملا".
وتابع: "عندما نقول إن المتحور يهرب من جهاز المناعة، فنحن نعني أن الطفرات الجينية التي حدثت في الشوكة البروتينية للفيروس تمكنه من التخفي، فلا يتعرف عليه جهاز المناعة بسهولة، سواء كان ذلك من خلال المناعة الطبيعية أو مناعة اللقاحات ومع ذلك، وحتى الآن، لا توجد أي مؤشرات تدل على أن هذا المتحور يسبب أعراضا أشد أو مضاعفات أخطر من السلالات السابقة".
وعن أعراض الإصابة بالفيروس الجديد قال سليمان: "هي تشبه إلى حد كبير أعراض نزلات البرد، ويلاحظ بين المصابين وجود بحة في الصوت كعرض شائع وقد أطلق بعض الباحثين على هذا المتحور اسم فرانكشتاين، إشارة إلى مظهره الجيني المركب، لكن الاسم لا يعني بالضرورة أنه أكثر خطورة، فهو لم يؤد إلى زيادة في عدد الحالات التي تحتاج إلى دخول أقسام الطوارئ أو العناية المركزة".
وأوضح: "لأن غالبية البشر أصبحت لديهم ذاكرة مناعية جيدة نتيجة الإصابات السابقة أو اللقاحات، لكن من المهم دائمًا توخي الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية الفيروس ما زال موجودًا بيننا، وقد يتحور مجددا، وربما تظهر طفرات أكثر خطورة، لذلك من الضروري الحفاظ على سلوكيات النظافة العامة وغسل اليدين".