
في أول حضور لها كعضو رسمي، شاركت مصر في أعمال القمة السابعة عشرة لتجمع "بريكس"، التي انعقدت في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعزز من موقع الدولة في النظام الاقتصادي العالمي، وتفتح أبوابًا واسعة أمام التعاون مع القوى الاقتصادية الكبرى.
أبو هميلة: التعامل بالعملات المحلية مع دول بريكس يقلل الاعتماد على الدولار
قال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، إن مشاركة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في قمة بريكس تمثل نقطة تحول مهمة تعكس انخراط مصر الكامل في التكتل الاقتصادي العالمي، خاصة مع ما تمثله دول المجموعة من ثقل اقتصادي، إذ تضم نحو نصف سكان العالم، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لأعضائها قرابة 30 تريليون دولار.
وأكد أن مشاركة مصر تأتي في ظل توسع عضوية التجمع، مما يعكس جاذبية هذا التكتل، مشيرًا إلى أن مصر ستجني مكاسب مباشرة من تعزيز التعاون التجاري مع دول بريكس، لا سيما في ظل السماح بالتعامل باليوان الصيني داخل مصر، واعتماد روسيا على الروبل لسداد قرض المحطة النووية، وهو ما يمهد للتوسع في استخدام العملات المحلية، بما يقلل الضغط على الدولار، ويرفع من قيمة الجنيه المصري.
وأوضح أبو هميلة أن القمة تركز على دعم التبادل التجاري بالعملات الوطنية، ما يمثل فرصة كبيرة أمام مصر لزيادة وارداتها من السلع الاستراتيجية والمواد الخام بالعملات المحلية، خاصة من الصين وروسيا والهند، وهي الدول التي تعتمد عليها مصر في استيراد جزء كبير من احتياجاتها الإنتاجية والغذائية. كما أشار إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت مركز جذب رئيسي للاستثمارات الصينية والروسية، وتسعى الهند هي الأخرى لإنشاء منطقة صناعية بها، مما يعزز دور مصر كبوابة لإفريقيا ويمنح الصادرات المصرية فرصًا جديدة في أسواق بريكس.
هاني حليم: خطوة استراتيجية لتعزيز المكانة الدولية لمصر
من جهته، أكد الدكتور هاني حليم، القيادي بحزب حماة الوطن، أن مشاركة مصر في قمة بريكس تمثل خطوة استراتيجية تعكس حرص الدولة على تعزيز حضورها في النظام العالمي، والانخراط في التكتلات الاقتصادية الكبرى. وأضاف أن التحديات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية الراهنة تبرز أهمية هذه القمة كمنصة لإعادة صياغة التوازنات الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن دول بريكس تمثل أكثر من 40% من سكان العالم ونحو ثلث الاقتصاد العالمي.
وأكد حليم أن انضمام مصر لبريكس يحمل مكاسب استراتيجية على مستوى توسيع الشراكات، وتنويع مصادر التمويل من خلال "بنك التنمية الجديد"، الذي يعد أداة واعدة لتمويل مشروعات البنية التحتية والطاقة والمياه. كما شدد على أن مصر تؤكد من خلال مشاركتها على دورها المحوري في دعم التنمية الإقليمية والتكامل الاقتصادي.
بسمة جميل: دعم للسياسات الاقتصادية المتوازنة وتنمية مستدامة
وفي السياق نفسه، قالت بسمة جميل، أمين أمانة التخطيط والتطوير بحزب الشعب الجمهوري بسوهاج، إن مشاركة مصر في قمة بريكس تجسد رؤية الدولة في التعامل مع التحديات الاقتصادية عبر الدخول في تكتلات تسعى لتحقيق عدالة دولية في توزيع الموارد. وأضافت أن الانضمام للتجمع يوفر فرصًا ضخمة للتعاون مع اقتصادات ناشئة، بعيدًا عن الضغوط المرتبطة بالنظام المالي التقليدي.
وأكدت جميل أن مصر تستفيد من القمة في تعزيز حضورها الدولي، وتوسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري، خاصة مع التوجه نحو استخدام العملات المحلية في التجارة بين دول المجموعة. وأشارت إلى أن "بنك التنمية الجديد" يمثل منصة مهمة لدعم رؤية مصر 2030، وأن الطرح المصري خلال الاجتماعات – لا سيما ما قدمه وزير المالية – كان متزنًا ويعبّر عن مصالح الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الديون والعدالة الضريبية والمناخ.