ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول صاحبه: هل يجوز صيام شهر المحرم كاملًا؟
وأجاب على السائل الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية عبر الموقع الرسمب لدار الإفتاء قائلا: لا مانع شرعًا من صيام شهر المحرم كاملًا؛ لأن الصيام مندوب فيه، وكذا بقية الأشهر الحرم، وأفضلها المحرّم؛ وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ» رواه أبو داود والترمذي.
كما أشار الدكتور شوقي علام، مفتي مصر السابق، إلى أن صيام يوم عاشوراء (العاشر من المُحَرَّم) يكفر ذنوب سنة كاملة، مستندًا إلى الحديث النبوي: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (رواه مسلم). ونوّه إلى أن الأفضل صيام اليوم التاسع مع العاشر، اتباعًا لسنة النبي ﷺ في مخالفة اليهود.
شهر المُحَرَّم في الميزان الشرعي
يُعتبر شهر المُحَرَّم أحد الأشهر الحُرُم التي أكّد القرآن الكريم على حرمتها في قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36].
وقد اتفق علماء الأزهر الشريف، وعلى رأسهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على أن شهر المُحَرَّم من أفضل الشهور بعد رمضان، لما له من مكانة خاصة في الإسلام، ولما ورد فيه من نصوص صحيحة تبيّن فضله.
يكما عد شهر المُحَرَّم فرصة عظيمة للمسلمين لبدء عامهم الجديد بالطاعة والتقرب إلى الله، فهو شهر تُرفع فيه الأعمال، وتُغفر فيه الذنوب، ويُستجاب فيه الدعاء، وقد حثَّ النبي ﷺ على صيام أيام منه، خاصة يوم عاشوراء، حيث قال: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ» (رواه مسلم). وهذا دليل على عظم فضله، إذ خصَّه الله بمزيد من الأجر والثواب لمن يصومه أو يعتني بالعبادة فيه.
عاشوراء.. يوم النجاة والمغفرة
أشهر ما في شهر المُحَرَّم هو يوم عاشوراء (العاشر من المُحَرَّم)، وهو اليوم الذي نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون، وأغرق الظالمين. وقد كان النبي ﷺ يصومه في مكة قبل أن يُفرض رمضان، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن السبب، فقالوا: "هذا يوم نجَّى الله فيه موسى من فرعون"، فقال ﷺ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» (متفق عليه)، وأمر بصيامه.
ولصيام عاشوراء فضل عظيم، فقد قال ﷺ: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (رواه مسلم). أي أن صيامه يكفر ذنوب سنة كاملة بإذن الله. وكان النبي ﷺ يحرص على صيام التاسع مع العاشر مخالفةً لليهود، فقال: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» (رواه مسلم).
شهر الإحسان والتوسعة على العيال
من السنن النبوية في هذا الشهر الكريم التوسعة على الأهل والعيال، حيث كان النبي ﷺ يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» (رواه البيهقي). وهذا يشمل إطعام الطعام، وإدخال السرور على الأسرة، والتصدق على الفقراء، مما يجعل هذا الشهر بدايةً لعام مليء بالبركة والخير.