دائمًا ما تكون الأم هي رمز الحنان لدى أبنائها، ولكن هناك داخل منزل بحارة ضيقة بمنطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة، نفذ شقيقان جريمة بشعة ودموية في حق والدتهما المصابة بشلل نصفي، حيث نزعت من قلبهما الرحمة وتعديا بالضرب علي والدتهما وتعذيبها حتي الموت.
الابن صاحب الـ19 عاما، وشقيقته التي تصغره بعام واحد لم يدخل قلبهما ذرة رحمة تجاه والدتهما المصابة بشلل نصفي، كان الشقيقان يعتبران جسد أمهما المريضة عبئًا ثقيلًا.
في تلك الليلة، دخل الابن إلى الغرفة حاملا طبقا من الطعام، وضعه أمام أمه التي حولت وجهها عنه في صمت، كررت الابنة توسلاتها لها أن تأكل لتسد رمقها، لكن الجسد المنهك رفض ربما كان الرفض صرخة أخيرة ضد كل ما ذاقته من قسوة في سنوات المرض على يد أبنائها.
وبدلًا من أن يحن قلباهما أوسعا الأم ضربًا وركلًا وسبابا، حتى توقف صدرها الضعيف عن الشهيق والزفير ولفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالضرب فلم يتحمل جسدها النحيل وقلبها تلك القسوة من أبناء بطنها.
بعد دقائق من صمت مرعب، سكنت الغرفة تماما، إلا من جسد بارد ملقى على الفراش، في الخارج، امتدت رائحة الجريمة النكراء إلى الجيران، والذين قاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية.
جثة سيدة بها آثار تعذيب داخل شقة بإمبابة
كان قد تلقى المقدم محمد طارق، رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بوجود سيدة متوفاة داخل شقة بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، وتبين بالفحص أن الجثة لسيدة تبلغ من العمر 45 عاما مصابة بشلل نصفي، وبدت عليها آثار اعتداء وتعذيب.
الأبناء وراء الجريمة
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها البالغ من العمر 19 عامًا، وابنتها 18 عامًا، إذ دأبا على التعدي عليها بالضرب لأسباب أسرية، وكشفت التحريات أن مشادة كلامية نشبت بينهم بعدما رفضت الأم تناول الطعام، فتعديا عليها بالضرب حتى لفظت أنفاسها الأخيرة داخل غرفتها، جري نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة.
وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، وواجهت النيابة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والضبط، أقرا بصحتها.
وعليه أمرت النيابة بحبسهما 4 أيام احتياطيًا علي ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسهما 15 يوما أخري، واصطحب فريق من النيابة العامة المتهمين إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتهما وجارٍ استكمال التحقيقات وإحالتهما إلي المحاكمة الجنائية.