في واحدة من أكثر الضربات الأمنية إحكامًا، كشفت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الأحد، تفاصيل مخطط إرهابي واسع لحركة "حسم"، الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، حاولت من خلاله العودة للمشهد عبر استهداف منشآت أمنية واقتصادية داخل البلاد.
ومع سقوط العنصرين المنفذين في مواجهة مسلحة، عادت التساؤلات مجددًا: من يقف وراء هذا التنظيم؟ ومن هم قادته ومجندوه؟ وكيف استطاع الأمن الوطني كشف وإجهاض التحرك قبل وقوع الكارثة؟.
قيادات هاربة
- العقل المدبر: يحيى السيد إبراهيم محمد موسى
هو من أبرز مؤسسي حركة "حسم"، والمشرف على هيكلها العسكري و الميداني ويقيم في تركيا، ويعد من الشخصيات البارزة ضمن جناح الإخوان الهارب بالخارج. صدرت ضده مجموعة احكام قضائية منها الاعدام في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات، والسجن المؤبد في قضيتين، محاولة استهداف شخصيات بارزة، ومحاولة استهداف الطائرة الرئاسية واغتيال الضابط ماجد عبد الرازق.
يُوصف “موسى” بأنه "صاحب القرار" في التخطيط والدعم، ويشرف على حلقات الاتصال، والتحويلات المالية، والتجنيد الإعلامي والميداني لعناصر التنظيم.
قيادات المخطط
إلى جانب يحيى موسى، يضم المخطط أسماء قيادية بارزة في "حسم"، جميعهم هاربون و يحاكمون في قضايا إرهاب، أبرزهم:
- محمد رفيق إبراهيم مناع: متورط في محاولات استهداف شخصيات هامة وتزوير مستندات، حُكم عليه بالسجن المؤبد.
- علاء علي علي السماحي: أحد مؤسسي الحركة، متورط في محاولة استهداف الطائرة الرئاسية وموكب مدير أمن الإسكندرية، ومتهم باغتيال ضباط شرطة.
- محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ: مطلوب في قضايا تتعلق باغتيالات واستهداف بنى تحتية حيوية.
- علي محمود محمد عبد الونيس: عنصر بارز في الدعم اللوجستي، محكوم بالسجن المؤبد.
هؤلاء يُعتقد أنهم يديرون عمليات التنسيق من خارج مصر، مستخدمين دولًا مجاورة كمحطات انطلاق لتدريب العناصر وإدخالهم سرًا.
العناصر المنفذة داخل مصر.. من هم؟
- أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم
هو المنفذ الميداني الأساسي، وسبق الحكم عليه بالإعدام والمؤبد في قضايا إرهاب، منها اغتيال أمناء شرطة في الشرقية، ومحاولة استهداف الطائرة الرئاسية.
وتسلل إلى مصر بطريقة غير شرعية من دولة حدودية، وتخفى في شقة ببولاق الدكرور، حيث تمركز تمهيدًا لبدء العمليات.
- إيهاب عبد اللطيف محمد عبد القادر
وهو عنصر مطلوب في قضية محاولة استهداف شخصيات مهمة ورد اسمه ضمن التعاون مع غنيم في تنفيذ المخطط داخل البلاد.
المواجهة الأمنية
رصدت قوات الأمن الوطني تحركات العنصرين بدقة، وبعد استئذان نيابة أمن الدولة العليا، تمت مداهمة وكرهم. بادر الارهابيان بإطلاق النار على القوات، ما أدى إلى مصرعهما في تبادل ناري.
الجناح الإعلامي.. المعركة في الفضاء الرقمي
بالتزامن مع تحرك العناصر، أعدت "حسم" مقطع فيديو تدريبي دعائي لعناصرها في منطقة صحراوية بدولة مجاورة. والهدف كان بث رسائل تهديد وترويج لبقائها بعد الانحسار العملياتي في الداخل، لكن بث الفيديو جاء متزامنًا مع إحباط المخطط، ما فضح المحاولة بالكامل.
ضحايا الهجوم
استشهد المواطن مصطفى أنور أحمد عفيفي، صباح يوم 20 يوليو 2025 أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر، بعد تعرضه لإطلاق نار عشوائي من أحد عناصر التنظيم خلال المداهمة الأمنية في بولاق الدكرور، واُصيب ضابط الشرطة أثناء محاولة إنقاذه.
وأثناء التعامل مع الحادث، قام أحد ضباط القوة الأمنية بمحاولة إسعاف المواطن المصاب، لكنه تعرض للإصابة نتيجة الأعيرة النارية في محيط الاشتباك، أثناء محاولته إنقاذ المدني الذي تعرض للرصاص العشوائي.
يقظة أمنية
حاولت "حسم" في هذا المخطط الدموي أن تُعيد تموضعها داخل مصر من خلال عنصر مدرب ومدعوم من الخارج، تحت إشراف قيادة مركزية منفية يقودها يحيى موسى. غير أن سرعة التحرك الأمني والاستخباري، واليقظة في تتبع العناصر والخلايا، أفشلت العملية في مهدها، بل ووجهت ضربة نفسية جديدة للتنظيم.
ولا تزال بعض القيادات تفر من العدالة خارج البلاد، يبدو أن "حسم" أصبحت أكثر اعتمادًا على الإعلام الافتراضي من قدرتها الفعلية على التحرك على الأرض، مما يُعزز من فاعلية استراتيجية الضربات الاستباقية التي تتبعها الأجهزة المصرية منذ سنوات.