اقرأ في هذا المقال
- تستعمل شركات السيارات الكهربائية الصينية نظام التأمين المبكر على المركبات
- تُباع السيارات الكهربائية في الصين بأسعار مخفّضة إلى العملاء
- شركة نيتا ترفع مبيعاتها بمستويات كبيرة خلال السنوات الأخيرة
- انتفاضة في وسائل الإعلام المحلّية ضد شركات السيارات الكهربائية الصينية
- يواجه تجّار السيارات الكهربائية في الصين ضغوطًا شديدة
فتحت شركات السيارات الكهربائية الصينية جبهةً جديدةً في حرب الأسعار الدائرة بينها دون هوادة خلال السنوات الأخيرة؛ ما يُذكي المخاوف إزاء إمكان تدهور أوضاعها المالية، ومن ثم تقويض قدرتها على الاستمرار في السوق على المدى الطويل.
وتلجأ شركات المركبات الكهربائية الصينية إلى التأمين على السيارات قبل بيعها كي تجذب العملاء إلى شرائها؛ ما يمكّنها من تحقيق المبيعات المستهدفة سنويًا وفصليًا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتسمَّى السيارات التي تحجِز الشركات مبيعاتها مبكرًا قبل وصولها إلى العملاء "السيارات المستعمَلة التي لم تقطع أيّ مسافة"، وهي ممارسة طالما ارتبطت بحرب الأسعار بين الشركات الساعية إلى تحقيق أهداف المبيعات.
ويشير مصطلح "السيارات المستعمَلة التي لم تقطع أيّ مسافة" إلى المركبات الجديدة التي تُسجَّل ثم يُعاد بيعها مباشرةً بأنها سيارات مستعملةً بأسعار مخفضة، وغالبًا ما تكون المسافة التي قطعتها تلك السيارات قليلة، أو حتى معدومة.
"زيكر" و"نيتا"
رفعت شركتا السيارات الكهربائية الصينية نيتا (Neta) وزيكر (Zeekr) مبيعاتهما خلال السنوات الأخيرة، لتحقّقا مستهدفاتهما الطموحة؛ إذ حققت الأولى مبيعات بأكثر من 60 ألف وحدة، وفق رويترز.
وأنهت الشركتان إجراءات التأمين على السيارات قبل بيعها إلى المشترين؛ ما يمكّنهما من حجز المبيعات مبكرّا، بموجب ممارسات تسجيلات السيارات في الصين، ومن ثم نجحت "نيتا" و"زيكر" في تحقيق مستهدفاتهما الشهرية والفصلية.
وحجزت "نيتا" مبيعات مبكرة لا تقلّ عن 64 ألف و719 وحدة على الأقل عبر الطريقة المذكورة خلال المدة من يناير/كانون الثاني (2023) وحتى مارس/آذار (2024).
ويزيد هذا الرقم على نصف مبيعات السيارات التي حققتها الشركة خلال الشهور الـ15 والبالغة 117 ألف وحدة.
واستعملت "زيكر" -وهي علامة تجارية مملوكة لشركة جيلي الصينية- الطريقة نفسها لحجز المبيعات مبكرًا في أواخر عام 2024 بمدينة شيامن جنوب الصين، عبر وكيلها الرئيس هناك ممثلًا في شركة شيامن سي أند دي أوتوموبيل (Xiamen C&D Automobile).
وتُسمَّى السيارات التي تُحجَز على أنها مبيعة قبل وصولها إلى المشتري بـ"السيارات المستعملة التي لم تقطع أيّ مسافة" في صناعة السيارات الصينية.
وقد نشأت تلك الممارسة نتيجة منافسة حامية على اقتناص أكبر حصة مبيعات في أكبر سوق للسيارات في العالم، التي تعاني أصلًا من حرب أسعار شرسة أشعلتها معضلة المعروض الزائد.

شركات السيارات الكهربائية الصينية
تواجه شركات السيارات الكهربائية الصينية لحظة حساب؛ إذ تنتقد وسائل الإعلام الحكومية "ممارسات السيارات التي لا تقطع أيّ مسافة"، وتعهدت الحكومة بمكافحة المنافسة "غير العقلانية".
إلى جانب ذلك، تنظّم هيئات حكومية أخرى اجتماعاتٍ مع أكبر اللاعبين في الصناعة للتعبير عن القلق بشأن مثل تلك الأساليب.
وقالت جمعية مصنّعي السيارات الصينية، إن وزارة الصناعة تخطط لإنهاء الممارسة المذكورة عبر حظر إعادة بيع السيارات خلال 6 أشهر من تسجيل بيعها، حسب بيان مساء السبت 19 يوليو/تموز.
اهتمام إعلامي
اعتادت شركة زيكر على بيع السيارات بنظام تأمين اشتُريَ فعلًا من أجل تعزيز المبيعات، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام المحلية.
وفي صدر صفحتها الأولى نشرت صحيفة "تشاينا سيكيوريتيز" مقابلات مع مشترين في مدن مثل قوانغتشو وتشونغتشينغ، قالوا، إنهم اكتشفوا أن سياراتهم كان لديها وثائق تأمين قبل بيعها.
وأعلن المشترون كذلك أن مطالبهم باسترداد أموالهم من الشركات قوبلت بالرفض القاطع، حتى على الرغم من شعورهم بأنهم كانوا عُرضةً للغش والخداع.
وتساءلت الصحيفة عن المبيعات المرتفعة غير العادية التي حققتها زيكر في مدينتي شنتشن وشيامن في ديسمبر/كانون الأول 2024، علمًا بأن الشركة حققت ارتفاعًا بمبيعاتها في شنتشن، لتصل إلى 2737 وحدة في شهر يونيو/حزيران الماضي، بأكثر من متوسطها الشهري 14 مرة، حسب أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبالمثل تساءلت "تشاينا سيكيوريتيز" عن مبيعات "نيتا"، قائلةً، إنها أظهرت تناقضات واضحة كذلك.
وقال ناطق باسم شركة جيلي، إن "الشركة ترفض قطعًا التقرير الذي نشرته تشاينا سيكيوريتيز"، دون أن يُدلي بأيّ تفاصيل إضافية.
لكن المحلل لدى جمعية تجّار السيارات في الصين "لي يانوي" قال، إنه يعتقد أن الشركات أقدمت على تلك الممارسات لتجميل تقاريرها المالية، وتحقيق أهداف الأداء الخاصة بها.
وأضاف: "هذه الطريق في تبييض الأداء لا يُنصَح بها"، وفق ما كتبه على منصة "ويبو" للتواصل الاجتماعي في الصين، أمس السبت 19 يوليو/تموز.

الضغط على التجّار
في شهر يونيو/حزيران 2025، نشرت صحيفة "بيبولز ديلي" الصينية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، افتتاحية تدين سياسة "السيارات المستعمَلة التي لم تقطع أيّ مسافة".
وسردت الصحيفة قائمة طويلة من الأضرار الناجمة عن تلك الممارسة على الصناعة والمشترين.
وحثّت 4 جمعيات لتجّار السيارات في الصين في منطقة دلتا نهر يانغتز الثرية شرق الصين، شركات السيارات الكهربائية الصينية على تقديم مستهدفات مبيعات، وسياسات تحفيزية أكثر عقلانية.
وقالت الجمعيات الـ4، إن التجّار سيضطرّون إلى تزوير مبيعاتهم إذا لم يُطلَب منهم تقديم التفاصيل المذكورة.
وحجزت "نيتا" المبيعات مبكرًا من خلال إنهاء إجراءات التأمين على السيارات قبل إرسالها إلى التجّار، وفق السجلات التي طالعتها رويترز، وتاجر تابع للعلامة التجارية.
واحتوت السجلات على تفاصيل لكل سيارة، وبوليصة التأمين المشتراة عليها، مع وجود أسماء وكلاء التأمين.
وتمكّنت "نيتا" من حجز مبيعات مبكرًا تصل إلى 46 ألفًا و 719 سيارة بتلك الطريقة.
وقال تاجر: "في حالة (نيتا) أكدت الشركة للتجّار أن السيارات جرى التأمين عليها قبل هذا الوقت، وبناءً عليه فإنها تُعدّ مبيعة"، في تصريحات نشرتها رويترز.
وقال التاجر، إن "نيتا" شرعت في انتهاج تلك السياسة أواخر عام 2022 كي تحصل على الدعم الممنوح إلى شركات السيارات الكهربائية الصينية، الذي كان من المقرر أن ينتهي في ذاك العام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1. مبيعات شركات السيارات الكهربائية الصينية عبر نظام التأمين، من رويترز