أخبار عاجلة

الكويت ولبنان.. حين تلتقي الحكمة بالمحبة

الكويت ولبنان.. حين تلتقي الحكمة بالمحبة
الكويت ولبنان.. حين تلتقي الحكمة بالمحبة

أن تزور لبنان في زمن الخوف، فهذه شجاعة، وأن تزوره باسم الكويت، فهذه رسالة، هذا ما جسدته زيارتان متتاليتان حملتا مضمونا أعمق من اللقاءات والبروتوكولات: زيارتي الشخصية التي حملت مشاعر المحبة والانتماء من شعب الكويت لشعب لبنان الشقيق، وزيارة رسمية رفيعة المستوى قادها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد اليوسف، لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الكويت لا تترك الأشقاء في وقت الشدة.

والأسبوع الماضي نشرت مقالا عن رحلتي إلى لبنان، تحت عنوان: لبنان.. وإن طال الغياب.. تحدثت فيها عن هذا الوطن الجميل المحب للحياة رغم المحن التي يمر بها.

لقد كانت زيارتي الأخيرة لبيروت أشبه برحلة وجدانية في ذاكرة العلاقة الخليجية اللبنانية، حيث تختلط التفاصيل الصغيرة من الاستقبال الشعبي الحافل والكرم اللبناني الأصيل، بلقاءات دافئة مع مسؤولين كبار، أبرزهم معالي وزير الإعلام بول مرقص ودولة الرئيس نبيه بري، الذين عبّروا بصدق عن عمق العلاقة مع الكويت، قيادة وشعبا.

ثم جاءت زيارة الشيخ فهد اليوسف لتضيف بعدها المؤسسي، وترسخ ما كان وجدانيا وعاطفيا، في زمن التحديات، جاء الوزير الكويتي محملا برسائل دعم واضحة، ومواقف سياسية ثابتة، وأجندة أمنية وإنمائية دقيقة. كانت الزيارة تعبيرا صريحا عن استمرار الكويت في لعب دورها التاريخي كدولة شقيقة داعمة، لا تنتظر الظرف، بل تصنعه.

لبنان اليوم لا يحتاج فقط إلى معونات، بل إلى ثقة. إلى من يقول له: نحن هنا، نؤمن بكم، ونعرف أنكم قادرون على النهوض، وهذا ما فعلته الكويت، فمن اللقاءات مع الرؤساء الثلاثة إلى بحث ملفات الأمن، ومكافحة تهريب المخدرات، وإعادة تأهيل المؤسسات اللبنانية بدعم كويتي مباشر، أثبتت الكويت أنها لا تكتفي بالكلام، بل تتقدم بالفعل.

في بيروت، لا تزال الذاكرة حية بدور الكويت في إعمار ما دمرته الحروب، ولا يزال الشعب اللبناني يذكر بفخر أن الكويت لم تساوم يوما على إنسانية موقفها، ولم تُخضع دعمها لحسابات سياسية ضيقة.

لكن ما يجب أن نفهمه، أن زيارة مثل زيارة الشيخ فهد اليوسف ليست مجرد حدث عابر. إنها نقطة تحول. إنها دعوة لكل دول الخليج، ولكل الأصدقاء الحقيقيين للبنان، أن يُعيدوا النظر في هذا الوطن الجريح لا كعبء، بل كفرصة. لبنان رغم كل شيء لا يزال يملك الجمال والعقل والموهبة. ما يحتاجه فقط هو مساحة آمنة، ودعما صادقا، وشراكات طويلة الأمد.

لقد آن الأوان لأن يتجاوز دعمنا للبنان إطار المساعدات المؤقتة، وأن ننتقل إلى مرحلة الاستثمار في الاستقرار. فالمستقبل لا يُبنى بالتصريحات، بل بالثقة، وبالعمل، وبالوجود على الأرض.

من هنا، أدعو مجددًا إلى تأسيس كيان خليجي شعبي - إعلامي - استثماري تحت مسمى خليجيون في حب لبنان، يكون جسرا مستداما بين الخليج وبلاد الأرز. مشروع كهذا ليس مجرد مبادرة، بل هو التزام أخلاقي وسياسي، ومصلحة عربية في المقام الأول.

الكويت فعلت ما عليها، وأوصلت الرسالة. والآن، يبقى أن يستمع الآخرون.

وللحديث بقية..

د / يوسف العميري

[email protected]

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الحد الأدنى للقبول: المحافظة تعلن رسميًا عن تنسيق الصنايع المنوفية 2025
التالى اخبار غزة اليوم.. الساعات الحاسمة: هل تكتب غزة سطور الهدنة بعد شهور من النار؟