أخبار عاجلة

زواج البارت تايم.. حل عصري أم وهم زائف؟

زواج البارت تايم.. حل عصري أم وهم زائف؟
زواج البارت تايم.. حل عصري أم وهم زائف؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشهد مجتمعنا تحديات عديدة من بينها ظهور أنماط حياة جديدة، حيث بدأ مفهوم زواج البارت تايم أو ما يُطلق عليه "الزواج بدوام جزئي" يطفو على السطح بوصفه حلًّا عصريًا رآه البعض مناسبًا لمتطلبات العصر. فمع تزايد الضغوط العَمليَّة والرغبة في الحفاظ على المساحة الشخصية والاستقلالية، يطرح هذا النوع من الزواج تساؤلات عديدة: هل هو فعلًا نموذج مُستدام للعلاقة الزوجية أم مجرد وهم يوفر حلولًا مؤقتة على حساب الاستقرار العاطفي والاجتماعي؟ 

إقامة جزئية في زواج البارت تايم

يعتمد مفهوم زواج البارت تايم على اتفاق بين الطرفين لتخصيص أوقات محددة للعيش معًا بوصفهما زوجين، بينما يقضي كلٌّ منهما بقية الوقت في مسكنه الخاص أو في ممارسة أنشطته الفردية. قد يكون هذا الاتفاق يوميًا، أسبوعيًا، أو حتى شهريًا، ويعتمد بشكل كبير على طبيعة عمل الطرفين أو رغبتهما في الحفاظ على استقلاليتهما المادية والاجتماعية. الدافع الرئيسي وراء هذا النمط غالبًا ما يكون الخوف من فقدان الحرية الفردية أو الرغبة في تجنب الالتزامات التقليدية التي قد تُعيق مساراتهما المهنية أو الشخصية.

هل هو حل لضغط الحياة العصرية؟ مميزات وتحديات

يرى المؤيدون لهذه الفكرة أنها توفِّر مرونة كبيرة تتناسب مع إيقاع الحياة السريع، خاصةً للأزواج الذين يمتلكون وظائف تتطلب سفرًا متكررًا أو ساعات عمل طويلة. كما أنه قد يُقلل من الاحتكاكات اليومية البسيطة التي قد تنشأ بين الزوجين عند العيش تحت سقف واحد بشكل دائم، بالإضافة إلى الحفاظ على المساحة الشخصية والاستقلالية، وهو عامل جذب كبير للكثيرين؛ إذْ يُمكن لكل طرف الاستمتاع بوقته الخاص وهواياته دون الشعور بالقيود.

الآثار السلبية لزواج البارت تايم 

لكن الفريق الآخر يرى أن هناك تحديات جمة قد تُهدد استدامة هذه العلاقة. فجوهر الزواج يعتمد على المشاركة، والدعم المتبادل، وبناء أسرة متكاملة. وغياب الشريك المستمر قد يُضعف الروابط العاطفية ويُفقد العلاقة عمقها. كيف يمكن بناء ثقة قوية وتفاهم عميق عندما يكون التواصل محددًا بـ"دوام جزئي"؟ الأهم من ذلك، ما هو مصير الأبناء في مثل هذه العلاقات؟ هل سيشعرون بوجود أسرة متكاملة أم سيعانون من غياب أحد الوالدين بشكل شبه دائم؟

مستقبل زواج البارت تايم

على الرغم من أن زواج "البارت تايم" قد يوفر حلولًا لبعض التحديات الفردية؛ فإنه يُثير تساؤلات جوهرية حول مفهوم الأسرة والالتزامات الزوجية. قد ينجح هذا النموذج لبعض الوقت بين أفراد ناضجين قادرين على إدارة توقعاتهم وتلبية احتياجاتهم العاطفية بطرق أخرى، لكنه يفتقر في كثير من الأحيان إلى الأساس الصلب الذي ينبني عليه الزواج التقليدي من تضحية ومشاركة كاملة في تفاصيل الحياة كافة.

وهنا يظهر التساؤل المشروع: هل يمكن لنموذج "البارت تايم" أن يُصبح مقبولًا اجتماعيًا على المدى الطويل، أم أنه سيظل مجرد حل استثنائي لظروف معينة؟ 

أظن أن الجواب يتعلق بقُدرة الأفراد على تحقيق التوازن بين الاستقلالية وحاجتهم الفطرية إلى التواصل البشري والدعم المتبادَل في إطار مؤسسة الزواج.
اقرأ أيضًا: المرأة الأربعينية بين النضوج والاكتشاف

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نادي القضاة يستضيف رئيس مجلس الشيوخ في حوار حول القيم القضائية والبرلمانية
التالى لمواجهة التحديات المناخية.. إطلاق المبادرة العربية للتعليم البيئي برعاية مصرية