تُعدّ الصلاة وقراءة القرآن من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهما ركنان أساسيان في حياة المؤمن يجمعان بين الطمأنينة الروحية ، فالصلاة هي عمود الدين، وهي الصلة المباشرة بين العبد وربه.
صلاة المرأة
واختلفت الآراء حول صلاة المرأة خارج منزلها بالبنطلون الواسع ، و قراءة القرآن وهي مكشوفة الرأس أو بملابس خفيفة في البيت، وختمه القرآن من الهاتف، والقراءة بدون وضوء.
وكشف الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، في حوار خاص لـ“مصر تايمز” عن العديد من الآراء المثيرة للجدل وأجاب عن عدة تساؤلات ليحسم بذلك الجدل حول صلاة المرأة وقراءتها للقرآن سواء بملايس خفيفة أو بدون غطاء رأس والصلاة ببنطالون خارج المنزل وغيرها من التساؤلات المهمة التي تشغل بال العديد من القراء، وإلى نص الحوار.
هل يجوز للمرأة ان تقرأ القرآن مكشوفة الرأس أو بملابس خفيفة؟
يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن الكريم ورأسها مكشوف وبدون حجاب، أو وهي تلبس ملابس خفيفة داخل بيتها، ما دامت ليست عارية تمامًا.
فستر العورة شرط في الصلاة، وليس شرطًا في قراءة القرآن؛ لأن التلاوة لا تُشترط لها شروط الصلاة من ستر ووضوء وغيرهما، وإن كان الوضوء مستحبًا.
قال الله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}، ولم يحدد الله شرطًا في اللباس أثناء القراءة.
وكذلك ورد أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ القرآن في بيتها بغير حجاب أمام النساء والمحارم، ولم يُنقل عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر النساء بارتداء الحجاب أثناء القراءة.
لكن مع ذلك، من الأدب مع كلام الله أن تقرأ المرأة القرآن بلباس محتشم تعظيمًا للقرآن واحترامًا له، وهذا من مكارم الأخلاق وليس فرضًا.
هل يجوز صلاة المرأة بالبنطلون الواسع خارج البيت أثناء عملها؟
يجوز للمرأة أن تصلي خارج البيت أثناء عملها وهي ترتدي البنطلون الواسع إذا كان ساترًا وغير شفاف، ومعه ملابس تغطي باقي الجسم كالقميص أو الجاكيت الطويل الذي يغطي العورة كاملة.
الشرط في لباس الصلاة للمرأة ولباسها عموما أن يكون: ساترًا لجميع البدن ما عدا الوجه والكفين، وغير شفاف ولا يصف تفاصيل الجسد، وغير ضيق يبرز العورة.
لقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار» رواه أبو داود، والحائض هنا أي المرأة البالغة، فاشترط تغطية الرأس.
فلو كان البنطلون واسعًا ويُرتدى معه ملابس ساترة طويلة، فالمرأة تُجزئ صلاتها ولا حرج في ذلك، خاصة في أماكن العمل مع الحفاظ على الستر والوقار.
هل يجوز ختمة القرآن من الهاتف؟
يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم من الهاتف المحمول أو من الأجهزة الإلكترونية الأخرى مثل التابلت والكمبيوتر، ويُحتسب لقارئه أجر التلاوة كما لو قرأه من المصحف الورقي تمامًا، ولا فرق بينهما في الثواب.
والدليل على ذلك عموم قول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» رواه مسلم.
فلم يحدد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وسيلة القراءة، بل المطلوب هو القراءة نفسها.
كما أن القرآن محفوظ في الصدور والمصاحف، ووسائل القراءة تطورت، ولا حرج في استخدام الوسائل الحديثة ما دامت تفي بالغرض وتحفظ كلام الله دون تحريف.
وقد أفتى كثير من العلماء بجواز ذلك، لأن الغاية هي تلاوة القرآن وفهم معانيه، سواء من المصحف أو الهاتف.
هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء ؟
يجوز قراءة القرآن بدون وضوء إذا كان القارئ يقرأ عن ظهر قلب أو من الهاتف أو من كتاب تفسير، لأن مس المصحف فقط هو الذي يُشترط له الطهارة الكاملة.
قال الله تعالى:{لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}، وقد فسرها العلماء بأنها في مس المصحف، أما القراءة باللسان أو النظر في غير المصحف فلا يشترط لها وضوء.
وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل حال كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان يذكر الله على كل أحيانه" رواه مسلم.
لكن الأفضل والأكمل أن يقرأ المسلم القرآن وهو على طهارة تعظيمًا للقرآن وأدبًا مع كلام الله، وهذا ليس فرضًا بل مستحبًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.