الجمعة 18 يوليو 2025 | 01:49 مساءً

الاتحاد الأوروبي يفتح باب المفاوضات مع دول الخليج لاتفاقيات شراكة استراتيجية
وافق الاتحاد الأوروبي على إطلاق مفاوضات مع دول مجلس التعاون الخليجي، تشمل السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين، تمهيدًا لإبرام اتفاقيات شراكة استراتيجية ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي.
جاءت الموافقة خلال اجتماع وزاري أوروبي عُقد في بروكسل يوم الجمعة، وفقًا لمصادر مطلعة تحدّثت لوكالة بلومبرغ، دون الكشف عن هويتها. ومن المنتظر أن تنطلق المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وسط أجواء دولية مضطربة وتوجهات أوروبية للانفتاح على شركاء جدد في الشرق الأوسط.
أوروبا تعيد ترتيب أوراقها التجارية في مواجهة سياسات ترمب
الخطوة الأوروبية تأتي في سياق محاولات مستمرة من التكتل القاري لتقليل اعتماده على الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل التهديدات المتكررة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية. ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يسعى، من خلال هذه الشراكات، إلى بناء شبكة تحالفات تجارية وسياسية أكثر توازنًا، تكون بعيدة عن ضغوط البيت الأبيض.
وفي هذا الإطار، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا شويتسا، في تصريحات خاصة لبلومبرغ:
"من خلال اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية، نهدف إلى الارتقاء بعلاقاتنا مع دول الخليج إلى مستوى جديد ومتين يخدم مصالح الجانبين."
الأمن والطاقة على رأس أولويات الشراكة الأوروبية الخليجية
تتضمن أجندة المفاوضات المنتظرة مجموعة واسعة من الملفات الحيوية، أبرزها الطاقة والأمن والتجارة. ومن المنتظر أن يكون هذا التعاون بوابة لتكامل اقتصادي أوسع، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، واستقرار إمدادات النفط والغاز، بالإضافة إلى التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات التقنية.
كما أشارت دوبرافكا شويتسا إلى نيتها المشاركة في الاجتماع الوزاري الخليجي-الأوروبي المقبل، والذي سيُعقد في الكويت يوم 6 أكتوبر، متابعةً للاجتماع الأول الذي جرى في بروكسل خلال أكتوبر 2024.
إرث من المحاولات السابقة والآمال معلّقة على تغيّر المناخ السياسي
رغم أن المحادثات التجارية بين الطرفين تعود إلى عام 1990، إلا أن هذه المرة تختلف عن المحاولات السابقة التي لم تثمر عن نتائج ملموسة. فاليوم، يتلاقى الطرفان في لحظة سياسية واقتصادية فارقة، تتطلب إعادة بناء تحالفات بديلة عن تلك القائمة على العلاقات التقليدية مع واشنطن.
وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه أوسع يشمل تعزيز العلاقات مع دول خليجية على نحو ثنائي، حيث سبق أن أعلنت المفوضية الأوروبية بدء مفاوضات مع الإمارات لإبرام اتفاق تجارة حرة يستهدف إزالة الحواجز التجارية وتحفيز التكامل بين الاقتصادين.
رسائل مباشرة من بروكسل: أوروبا تبحث عن شركاء بديلين
تعكس المبادرة الأوروبية رسائل واضحة بأن القارة العجوز لم تعد تقبل بأن تكون رهينة للقرارات الأميركية الأحادية، وأنها ماضية في فتح قنوات جديدة مع قوى اقتصادية صاعدة مثل دول الخليج، التي أظهرت في السنوات الأخيرة ديناميكية اقتصادية كبيرة، وشهية واضحة للانخراط في شراكات دولية.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.