قامت إسرائيل، مؤخراً، باتخاذ سلسلة خطوات غير مسبوقة ضد السلطة الفلسطينية وقياداتها، اعٌتبرت بداية تغيير جوهري في قواعد العلاقة التي قامت بين الجانبين منذ تأسيس السلطة قبل أكثر من ثلاثة عقود.
ويخشى مسؤولون فلسطينيون من أن تكون هذه الخطوات مقدمة لخطوات أكثر خطورة منها العمل على تقويض أو تقسيم السلطة لما تمثله من كيان سياسي قد يشكل نواة لدولة فلسطينية مستقبلية، وكان من هذه الإجراءات منع المروحيات الأردنية، نهاية الأسبوع الأخيرة، من الهبوط في رام الله لنقل الرئيس محمود عباس إلى عمان تمهيداً للقيام بزيارة رسمية لسوريا.
ضم الضفة الغربية
كما كشفت صحيفة هأرتس العبرية العديد من أوجه الضم الجارية للضفة الغربية مثل نقل المسؤولية عن المستوطنات من الجيش إلى إدارة خاصة في وزارة الدفاع يشرف عليها وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموترتش المعروف بدعواته لضم الضفة الغربية لإسرائيل، وطرد وتهجير الفلسطينيين الذين لا يقبلون بالسيادة الإسرائيلية على ما يسميها "أرض إسرائيل".
وتعليقا على ذلك؛ قال عبد الفتاح دولة المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، إن ما تقوم به حكومة الاحتلال المتطرفة هو عدوان شامل يستهدف كل مكوّنات القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني بأكمله، وفي قلب هذا الاستهداف تقع القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وأوضح عبد الفتاح دولة المتحدث الرسمي باسم حركة فتح خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أن القيود الأخيرة المفروضة على القيادة الفلسطينية، إلى جانب تسارع إجراءات الضم في الضفة الغربية، تُشير بوضوح إلى أن الاحتلال يسعى لتقويض وتفكيك السلطة الوطنية كركيزة للمشروع الوطني الفلسطيني.
وتابع دولة نحن نواجه حكومة يمينية متطرفة، تحكم بعقلية توراتية ومشروع استعماري استيطاني، لا تؤمن بالسلام ولا بالشرعية الدولية، وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية والتنصل من أي استحقاق سياسي، وعلى رأسها حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس.
مخطط الضم الكبير
وأضاف ما نشهده اليوم هو محاولة إسرائيلية ممنهجة لفرض وقائع على الأرض من خلال حرب إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وتهجير قسري، وتوسيع الاستيطان، في إطار تنفيذ مخطط الضم الكبير، بما يؤدي إلى تقويض أي إمكانية لحل سياسي حقيقي، وتدمير السلطة الوطنية كحقيقة قانونية وسياسية، صاحبة الولاية على الأرض والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة.
وأشار عبد الفتاح دولة المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، نحن نعتبر أن استهداف السلطة والقيادة الفلسطينية هو جزء لا يتجزأ من هذا النهج العدواني، الذي يُخالف القانون الدولي والإجماع العالمي الذي اعترف بدولة فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة، ويسعى لمنحها العضوية الكاملة، الاحتلال يسعى إلى تقويض هذه الحقيقة السيادية، لكننا في حركة "فتح" نؤكد أن هذا المشروع لن يمر، وأن شعبنا وقيادتنا صامدون على أرضهم، متمسكون بحقوقهم الوطنية، مهما اشتدت الهجمة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.