في فجر دامٍ جديد على جنوب قطاع غزة، ارتقى ثمانية شهداء وأصيب العشرات بجروح متفاوتة في سلسلة من الغارات الجوية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس، مستهدفًا بشكل مباشر مخيمات النازحين والمناطق السكنية المكتظة.
القصف طال خيامًا تؤوي مدنيين فارّين من مناطق العمليات، حيث سقط خمسة شهداء بينهم ثلاث نساء وطفل، وأصيب أكثر من عشرين آخرين في منطقة المواصي. وفي تصعيد إضافي، نفّذت طائرة مسيرة إسرائيلية هجومًا على مدرسة الحناوي شمال غرب المدينة، مما أسفر عن استشهاد سيدة وطفلها وإصابة تسعة آخرين، في استهداف لموقع تعليمي يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا لا ساحة حرب.
كما استشهد طفل وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة نازحين قرب منطقة الأرض الطيبة بالمواصي، في نمط متكرر من الضربات التي تطال الأطفال والنساء دون تمييز.
قصف جوي
العدوان لم يتوقف عند هذه النقاط، بل امتد ليشمل قصفًا جويًا على منزل لعائلة سحلول بمحيط مسجد الشافعي في المعسكر الغربي، حيث سقط مزيد من الضحايا. تزامن ذلك مع قصف مدفعي مكثف وإطلاق نار عنيف استهدف المناطق الشرقية والغربية والشمالية من مدينة غزة، في محاولة واضحة لخنق كل اتجاه للحركة المدنية أو الإغاثية.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، ارتقى 56 شهيدًا نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة، في استمرار لمشهد المجازر اليومية التي تعيشها غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تحولت الحرب إلى ما يشبه سياسة إبادة جماعية موثّقة بالأرقام والدماء. وبلغت الحصيلة التراكمية للهجمات الإسرائيلية أكثر من 198 ألف شهيد وجريح، يشكل الأطفال والنساء الغالبية الساحقة منهم، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود لا يُعرف مصيرهم تحت الأنقاض أو في العراء.
قطاع غزة لم يعد فقط ساحة حرب، بل بات عنوانًا دائمًا للجوع والتشريد والغياب الدولي الصارخ. عشرات الآلاف من العائلات فقدت كل شيء، منازلها وأحبّاءها، وباتت معلقة بين أنقاض الذاكرة وأفق المجاعة. أما المجتمع الدولي، فلا يزال يتلعثم في الإدانات الشكلية، بينما تتراكم الجثث بلا أسماء وتُدفن الأحلام في ركام لا ينتهي.
