في مشهد يختزل واقع التصعيد المتكرر في الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة محيط المقبرة الغربية في مدينة نابلس، حيث داهمت منزلاً وأطلقت الرصاص الحي باتجاه مواطن فلسطيني، مما أدى إلى إصابته واعتقاله لاحقًا.
ووفق مصادر أمنية ومحلية، فإن المصاب هو فادي أبو شرخ، وقد جرى اعتقاله رغم إصابته، بينما منعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من الوصول إليه لتقديم الإسعافات الأولية، في سلوك يعكس تجاوزًا متعمّدًا لكل المعايير الإنسانية.
حتى اللحظة، لم تتضح طبيعة إصابة أبو شرخ أو مدى خطورتها، في ظل تكتم إسرائيلي وإغلاق ميداني لمنطقة الحدث. هذا التصعيد لم يكن معزولًا، إذ شهدت نابلس كذلك اعتقال الشاب أحمد العيساوي، بعد أن اقتحمت القوات منزله وشرعت بتفتيشه في مخيم عسكر الجديد شرقي المدينة.
حملات اعتقال
هذه العمليات، وإن بدت في ظاهرها حملات اعتقال، إلا أنها تعكس تصعيدًا ميدانيًا ممنهجًا يستهدف مدينة نابلس، التي تتعرض منذ أشهر لحصار أمني وخنق متواصل، وسط غياب أي أفق سياسي وانسداد سبل التهدئة. وتطرح الحوادث المتكررة أسئلة حقيقية حول طبيعة التوجه الإسرائيلي في الضفة، خاصة مع تصاعد الاستفزازات العسكرية التي تمس المدنيين وتمنع عنهم حتى الحد الأدنى من الرعاية الطبية في لحظات الخطر.
إن عرقلة وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين لم تعد استثناءً، بل باتت تكتيكًا متكررًا، يحول الجريمة إلى عقوبة مركبة: إصابة واعتقال وحرمان من العلاج، وكلها تجري في مساحة جغرافية ضيقة تشهد كثافة سكانية ومقاومة شعبية متصاعدة.
والواقع أن استمرار هذه السياسة ينذر بانفجار جديد في الضفة الغربية، قد لا يطول قدومه إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو من الانتهاك والاستهتار بالحقوق الأساسية للفلسطينيين.
