في ظل تزايد الإقبال على الجامعات الخاصة والأهلية، وارتفاع رسومها الدراسية بشكل كبير، حذر الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم التربوي، من خطورة هذا الاتجاه، معتبرًا إياه مؤشرًا سلبيًا على المنظومة التعليمية في مصر، وداعيًا أولياء الأمور إلى إعادة النظر في أولويات اختيار التعليم الجامعي لأبنائهم.
وأكد الدكتور فتح الله في تصريحاته الخاصة لموقع “كشكول” أن ارتفاع أسعار الجامعات الخاصة والأهلية يعكس خللًا في آليات ضبط سوق التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن غياب الضوابط الحاكمة أدى إلى فوضى في تسعير المصروفات الجامعية.
وقال: “هذا مؤشر ليس طيب في النظام التعليمي عندنا، ويدل على عدم توافر ضوابط كافية لضبط الأسعار في الجامعات الخاصة”.
ولفت الخبير التربوي إلى أن الإقبال المتزايد من أولياء الأمور على الجامعات مرتفعة التكاليف يساهم في رفع الأسعار بشكل غير منطقي، موضحًا أن “ده منطق اقتصادي معروف، لكن النظام التعليمي المفترض ما يتحكمش فيه مفاهيم اقتصادية بحتة”.
وأضاف، أن التعليم لا يجب أن يكون وسيلة للربح، بل استثمار قومي في القوى البشرية، تدعمه الدولة والمجتمع لضمان العدالة التعليمية.
ووجّه الدكتور محمد فتح الله رسالة مباشرة لأولياء الأمور، وخاصة من ينتمون للطبقتين الفقيرة والمتوسطة، قال فيها:“يجب عدم التصارع على الجامعات ذات المصاريف الغالية، وأن التعليم الحكومي لا يزال جيدًا إلى حد كبير رغم كل التحديات، والأهم إن الطالب يتعلم مهارات الحياة وسوق العمل”.
وأوضح أن “الأفضل أن الطالب يلتحق بكلية أو معهد حكومي يناسب إمكانيات الأسرة، بدلًا من دخول جامعة خاصة برسوم مبالغ فيها”، مشددًا على أن كل الشهادات في النهاية متساوية، والفارق الحقيقي هو ما يكتسبه الطالب من مهارات وخبرات.
وفي ختام تصريحاته، شدد الدكتور فتح الله، على ضرورة التعامل مع التعليم باعتباره “أمنًا قوميًا”، وليس مشروعًا تجاريًا ربحيًا، مطالبًا الدولة والمجتمع بتوفير تعليم جيد ومتاح للجميع، ودعم ثقافة المهارات والمعرفة بدلًا من التركيز فقط على اسم الجامعة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.