في العصر الرقمي، أصبحت سماعات الأذن المعروفة بين العامة باسم “الهاند فري” جزءًا لا يتجزأ من نمط الحياة اليومية، خصوصًا بين العاملين عن بُعد أو من يقضون ساعات طويلة في الاستماع إلى المحتوى الترفيهي أو المهني عبر الأجهزة الذكية، وعلى الرغم من أن هذه السماعات توفر راحة وخصوصية في الاستخدام، إلا أن استخدامها المفرط، لا سيما مع رفع مستوى الصوت، قد يحمل في طياته أضرارًا صحية جسيمة، لا يدركها الكثيرون.
تحذير طبي: فقدان السمع يلوح في الأفق
ووفقا لـ healthline الاستخدام الطويل والمكثف لسماعات الأذن يمكن أن يتسبب في فقدان تدريجي للسمع، كما نبه إلى احتمال ظهور أعراض أخرى مثل طنين الأذن، وهو صوت مزعج أشبه بالصفير يسمعه المصاب دون وجود مصدر خارجي له.
التأثيرات السلبية لا تظهر بشكل فوري، بل قد تتراكم بصمت على مدار سنوات من الاستخدام المستمر، ولفت إلى أن من يستخدمون السماعات لفترات طويلة خلال اليوم، بغض النظر عن طبيعة المحتوى الذي يستمعون إليه، هم الفئة الأكثر عرضة لهذه الأضرار.
الأذن: بنية معقدة تتأثر بالصوت المرتفع
لفهم طبيعة هذه الأضرار، من المهم معرفة أن الأذن تتكون من ثلاثة أجزاء: الأذن الخارجية، والأذن الوسطى التي تحتوي على عظيمات صغيرة، والأذن الداخلية التي تضم سوائل دقيقة ومستشعرات حسية مسؤولة عن تحويل الذبذبات الصوتية إلى إشارات كهربائية تصل إلى الدماغ.
وتعريض هذه الأجزاء الحساسة لأصوات مرتفعة عبر السماعات لفترات مطوّلة، يضر بالسائل والمستشعرات والعظيمات الداخلية، كما يؤثر سلبًا على طبلة الأذن.
هذه التأثيرات مجتمعة تؤدي تدريجيًا إلى ضعف في كفاءة السمع، والذي قد يتطور لاحقًا إلى فقدان دائم للقدرة السمعية، وهو أمر يصعب علاجه أو استعادته.
خلاصة تنبيهية
رغم أن سماعات الأذن تبدو أداة ضرورية في الحياة اليومية، إلا أن الإفراط في استخدامها دون وعي يمكن أن يترك آثارًا صحية خطيرة، تبدأ بصمت وتكبر مع الزمن. الوقاية هنا لا تتطلب الامتناع التام، بل الترشيد في الاستخدام، وتجنب رفع الصوت، مع إعطاء الأذن فترات من الراحة المنتظمة.