تتوجه أنظار المسلمين من مختلف بقاع الأرض إلى مكة المكرمة، حيث يؤدي الملايين مناسك الحج في مشهد إيماني مهيب، وبينما يستعد الحجاج لهذه الرحلة المباركة، يبرز سؤال مهم يتردد على ألسنة كثيرين، خاصة من يؤدون الفريضة لأول مرة، وهو ما حكم من ترك ركنًا من أركان الحج، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على هذه المسألة الفقهية الهامة وفقًا لما نشرته دار الإفتاء المصرية، ونوضح الفرق بين الأركان والواجبات، ونتعرف على أقوال العلماء في ذلك.
الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، لا يتم إسلام المرء إلا به لمن استطاع إليه سبيلًا، وقد بيّن العلماء أن للحج أركانًا لا يصحّ الحج بدونها، وواجبات لا يكتمل إلا بها، وسننًا يُثاب فاعلها ولا يُؤثم تاركها، وهنا تكمن الأهمية في التفرقة بين هذه المراتب.
أركان الحج الأربعة كما أجمع عليها جمهور العلماء
1. الإحرام: وهو نية الدخول في النسك، ويجب أن يكون من الميقات المخصص.
2. الوقوف بعرفة: وهو أعظم أركان الحج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة".
3. طواف الإفاضة: وهو الطواف الذي يكون بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة.
4. السعي بين الصفا والمروة.
حكم ترك شعيرة من شعائر الحج
القاعدة الشرعية تنص على أن من ترك ركنًا من أركان الحج عمدًا أو سهوًا، فإن حجه لا يصح حتى يأتي به، ولا يجبره دم أو كفارة، فعلى سبيل المثال، إذا ترك الحاج الوقوف بعرفة ولم يدركه الوقت، فإن حجه باطل، ويجب عليه الإعادة في عام آخر، وكذلك من ترك طواف الإفاضة أو السعي بين الصفا والمروة، فلا يُعتبر حجه تامًا إلا بإتمام هذا الركن.
أما الواجبات مثل المبيت بمنى أو رمي الجمرات، فإن تركها لا يبطل الحج، ولكن يجب على من ترك أحدها دم (ذبح شاة وتوزيعها على فقراء الحرم) ككفارة، وقد حثّ العلماء الحجاج على تعلُّم مناسك الحج قبل أداء الفريضة، حتى لا يقعوا في أخطاء قد تبطل حجهم أو تُنقص أجرهم، مؤكدين أن العبادة لا تُقبل إلا بالإخلاص والمتابعة، أي كما أداها النبي صلى الله عليه وسلم.