لم يكن يدري «م.ع» ابن قرية الجميزة التابعة لمركز السنطة بالغربية، أن خطواته نحو حلم الثراء السريع ستكون الأخيرة في حياته، هو وصديقه. ليلة صيفية بدت عادية، لكن ما جرى في أعماق الأرض كان كفيلاً بتحويلها إلى مأساة لا تُنسى في ذاكرة القرية.
في بيت بسيط مكوَّن من ثلاثة طوابق، اجتمع خمسة شبان - تختلف أعمارهم وتتفق أطماعهم - يحملون معاول وأجهزة بدائية، يحفرون صامتين، كل ضربة معول تفتح في خيالهم بابًا لكنز مدفون، وحضارة دفنتها الرمال.
استمرت أعمال الحفر لعدة ساعات، حتى بلغ عمق الحفرة نحو 20 مترًا. الأرض بدأت تهتز، والتراب ينهار من الجوانب، وفجأة دوّى الصراخ في المكان.. .سقط ثلاثة منهم داخل الحفرة، بينما وقف الاثنان الآخران مذهولين، عاجزين عن التصرف.
ركض الأهالي على صوت الاستغاثة، وقبل أن تصل الشرطة والإسعاف، كانت صدمة القرية قد بدأت. شابان لفظا أنفاسهما في قاع الحفرة، وثالث نُقل مصابًا في حالة حرجة إلى المستشفى، بينما قُبض على الاثنين الباقيين وسط دهشة الجميع.
فرق الحماية المدنية عملت لساعات لانتشال الجثتين، وفي الصباح، خرجت الجميزة تودّع أبناءها الذين ظنّوا أن التاريخ سيمنحهم كنزه، لكنه منحهم قبورًا مفتوحة في ظلام الحفر، فيما باشرت النيابة التحقيق، وتحفظت على أدوات الحفر، وأمرت بتشريح الجثتين لبيان سبب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
ورغم الألم، لم تكن هذه المرة الأولى التي تسرق فيها الحكايات عن الكنوز المدفونة عقول البسطاء، لكنها كانت واحدة من الحفر التي دفنت الحلم مع أصحابه، بلا ذهب.. .بلا مجد.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.