الثلاثاء 06 مايو 2025 | 03:24 مساءً
في تصعيد دبلوماسي، شنت الحكومة الهندية هجومًا حادًا على دار المزادات الشهيرة "سوذبيز" في هونغ كونغ، مطالبةً بوقف فوري لمزاد يعرض مجموعة من الجواهر الثمينة المرتبطة برفات بوذا، والتي تم اكتشافها في أراضيها قبل أكثر من قرن إبان الحقبة الاستعمارية البريطانية.
تعود الجواهر المعروضة—التي تشمل أحجار الجمشت واللؤلؤ والعقيق وأصدافًا وصفائح ذهبية مزخرفة—إلى عام 1898، عندما عثر المهندس البريطاني وليام كلاستون بيبّي على هذه الكنوز الأثرية أثناء تنقيبه في قرية "بيبراوا" الواقعة في ولاية أوتار براديش شمال الهند، بالقرب من مدينة لومبيني النيبالية، مسقط رأس بوذا.
أهمية كبيرة
ووصف بيان لدار المزادات "سوذبيز" هذه القطع بأنها ذات "أهمية دينية وأثرية وتاريخية لا تضاهى"، مشيرةً إلى أن هذا المزاد هو الأول من نوعه الذي يطرح فيه آثار بوذية بهذا القدر من الأهمية. وقد اعتبرت هذه الجواهر لوقت طويل بقايا مادية لبوذا، وتحظى بتقديس عميق من قبل الملايين من أتباع الديانة البوذية حول العالم.
في المقابل، أبدت وزارة الثقافة الهندية رفضًا قاطعًا لعرض هذه القطع في المزاد، معتبرةً أن في ذلك "انتهاكًا سافرًا للقوانين الدولية وتعديًا على التراث الديني والوطني الهندي". وقالت الوزارة في بيان رسمي إنها تتخذ "إجراءات عاجلة وشاملة لوقف المزاد فورًا وضمان استعادة هذه الآثار إلى موطنها الشرعي".
وأوضحت الهند أن الجواهر التي يحتفظ بها أحفاد بيبّي هي جزء من الاكتشاف الأصلي، الذي تضمن أيضًا عظامًا ورمادًا يعتقد أنها تخص بوذا، حيث تم التحقق من ذلك من خلال نقوش على إحدى الجرار. وجرى حينها توزيع تلك البقايا على ملوك بوذيين وحكومات في تايلاند وميانمار وسريلانكا، بينما نُقل الجزء الأكبر من الجواهر إلى متحف في كولكاتا. أما ما تبقى—نحو خمس الاكتشاف—فاحتفظت به أسرة بيبّي.
المؤرخون وعلماء البوذية انتقدوا بشدة هذا المزاد، معتبرين أن ما يحدث هو استمرار لـ"عنف استعماري ثقافي"، كما جاء في ورقة بحثية شارك في إعدادها البروفيسور آشلي طومسون من جامعة SOAS البريطانية. وأضافت الورقة أن الجواهر ليست مجرد مقتنيات فنية، بل تُعد "جواهر حية" تحمل حضور بوذا الجسدي في نظر البوذيين، ما يجعل بيعها إهانة لحرمة العقيدة.
أما كريس بيبّي، الحفيد الأكبر للمكتشف الأصلي، فقال لشبكة CNN إن عائلته حاولت عرض الجواهر في معابد ومتاحف بوذية، لكنهم واجهوا تحديات لوجستية وإدارية حالت دون ذلك. وأشار إلى أن المزاد يوفر "أكثر الطرق شفافية وعدلاً لنقل هذه القطع إلى أيدٍ بوذية"، مضيفًا أن 25% من عائدات البيع ستُمنح لمؤسسات بوذية، و25% أخرى ستُخصص لعرض المجموعة الأصلية في كولكاتا.
اقرأ ايضا