ترامب يؤكد: لا خطط لإقالة رئيس الاحتياطي الأمريكي رغم الانتقادات المتصاعدة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إنه لا يخطط لإقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، رغم تصاعد انتقاداته المتكررة لسياسات البنك المركزي، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يستبعد أي خطوة تمامًا.

جاءت تصريحات ترامب بعد تقرير نشرته وكالة «بلومبرج» في وقت سابق من اليوم ذاته، أشار إلى أن الرئيس قد يقدم على إقالة باول، وهو ما تسبب على الفور في هبوط الأسهم والدولار وارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.

 خطط ترامب لإقالة باول

رغم نفيه صحة التقرير، اعترف ترامب بأنه ناقش الفكرة مع بعض المشرعين الجمهوريين مساء الثلاثاء، مشيرًا إلى أن هذا النقاش يمثل فصلًا جديدًا من ضغوطه المتزايدة على البنك المركزي المستقل ورئيسه.

وقال ترامب إن فكرة الإقالة غير مرجحة إلا إذا ثبت وجود احتيال في مشروع تجديد المقر التاريخي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن بتكلفة 2.5 مليار دولار، وهو ما نفاه البنك المركزي وأكد عدم وجود أي مؤشرات على مخالفات مالية، مضيفًا أنه يعتبر باول رئيسًا فظيعًا وكان ينبغي عليه خفض أسعار الفائدة مبكرًا، مكررًا انتقاده المعتاد لسياسات البنك النقدية.

في المقابل، دافع عدد من كبار أعضاء الكونجرس عن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، مؤكدين أن إخضاعه للسلطة التنفيذية المباشرة سيكون خطأً فادحًا.

وقال السيناتور الجمهوري توم تيليس، عضو اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، إن إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي لمجرد خلاف سياسي سيقوض مصداقية الولايات المتحدة وقد يؤدي إلى ردود أفعال سريعة في الأسواق العالمية.

من جانبه، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون إن ترامب لا ينوي القيام بذلك، بينما أشار رئيس لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب فرينش هيل إلى أن التحليلات القانونية تؤكد أن الرئيس الأمريكي لا يملك سلطة عزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلا «لسبب وجيه» وليس بسبب اختلافات سياسية.

يُذكر أن جيروم باول، الذي عينه ترامب بنفسه في نهاية 2017 ثم جدد الرئيس الديمقراطي جو بايدن ولايته لاحقًا، أعلن مرارًا عزمه استكمال فترة ولايته التي تمتد حتى 15 مايو 2026، مستندًا إلى دعم قانوني ومحكمة عليا تعزز مبدأ استقلالية البنك.

وكانت إدارة ترامب قد كثفت انتقاداتها مؤخرًا مع الإشارة إلى مشروع تجديد المباني الإدارية للبنك كسبب محتمل للضغط، لكن باول رد بتكليف المفتش العام بمراجعة المشروع ونشر وثائق تفصيلية لتفنيد الاتهامات. 

ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50%، رغم ضغوط ترامب الذي يرى أن الرسوم الجمركية التي فرضها خلال ولايته أسهمت في رفع التضخم ويجب مواجهتها بخفض الفائدة.

وبينما أعلن وزير الخزانة سكوت بيسنت أن «العملية الرسمية» لاختيار خليفة محتمل لباول قيد الدراسة، يتم تداول عدة أسماء كمرشحين محتملين، من بينهم بيسنت نفسه، إضافة إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، ومحافظ الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وارش، والحالي كريستوفر والر. 

ومع ذلك، يبقى احتمال عزل باول فعليًا موضع تشكيك واسع، وسط تأكيدات قانونية ودستورية أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي لا يمكن عزله إلا إذا ارتكب مخالفات جسيمة مثبتة.