
في كرة القدم الحديثة، لم تعد رمية التماس مجرد وسيلة لإعادة الكرة إلى اللعب، بل تحوّلت إلى أداة استراتيجية يمكنها حسم المباريات وصناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.

توماس جرونيمارك يصعد بنادي ليفربول إلى القمة
ومن بين الأسماء القليلة حول العالم التي كرّست نفسها لفهم هذه التفاصيل الدقيقة وتطويرها، يبرز اسم توماس جرونيمارك، المدرب الدنماركي المتخصص في رميات التماس، والذي لعب دورًا محوريًا في صعود نادي ليفربول إلى القمة خلال الحقبة الذهبية بقيادة يورجن كلوب.
على مدار خمسة مواسم، لم يكن جرونيمارك مجرد عنصر فني مساعد، بل شريكاً فعلياً في صناعة الإنجازات، من التتويج بدوري أبطال أوروبا إلى كسر صيام طويل عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
في هذا الصدد أجرى موقع "مصر تايمز" حوارا صحافيًا مع المدرب الدنماركي العالمي، توماس جرونيمارك، ليفتح قلبه لنا عن فلسفته الفريدة في تدريب "الرميات الطويلة، السريعة، والذكية"، ويكشف كيف ساهمت هذه المقاربة في تسجيل ليفربول لعشرات الأهداف من مواقف التماس.

كما تطرق في حديثه إلى واقع الفرق العربية في المحافل الدولية، وتقييمه لحظوظ محمد صلاح في المنافسة على الكرة الذهبية، إلى جانب طموحه للتعرف أكثر على كرة القدم المصرية والعربية، وإلى نص الحوار.
في البداية.. حدثنا عن أهم رميات التماس في كرة القدم الحديثة، وكيف أثرت على ليفربول خلال فترة عملك هناك؟
أنا أعمل وفقاً لفلسفة "الرميات الطويلة، السريعة، والذكية"، وهي فلسفة قمت بتطويرها بنفسي، أنا مدرب متخصص في رميات التماس منذ أكثر من 20 عاماً، ودربت نادي ليفربول على مدى خمسة مواسم. كنت جزءاً من الفريق الذي فاز بسبعة ألقاب مع ليفربول، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.

في ليفربول، كنا نركز بشكل أساسي على ما أسميه "الرميات السريعة والذكية"، والتي تعتمد على ردود الفعل السريعة وخلق المساحات. كنا نعمل على كيفية التسجيل من مواقف التماس. وخلال المواسم الخمسة التي قضيتها مع ليفربول، سجل الفريق ما بين 10 إلى 15 هدفاً في كل موسم من مواقف التماس، أي أننا سجلنا الكثير من الأهداف بهذه الطريقة.
كما أنني ساعدت ليفربول على الانتقال من المركز 18 في الدوري الإنجليزي من حيث الأداء تحت الضغط عند رميات التماس، إلى المركز الأول. ومن المعروف أن هناك بين 40 إلى 60 رمية تماس في كل مباراة، لذا إذا تمكنت من تحسين الأداء في هذا الجانب، فإن لذلك تأثيراً كبيراً. نعم، لقد كان لذلك تأثير كبير على ليفربول، لأنه عندما تكون أفضل في رميات التماس، تحصل أيضاً على نتائج أفضل بشكل عام.

هل شاهدت مباريات الأهلي في كأس العالم للأندية؟
لا، للأسف لم أتمكن من مشاهدتها، لأن مباريات كأس العالم للأندية لا تُعرض كثيراً على التلفزيون الدنماركي. بالإضافة إلى أنني مشغول جداً في الوقت الحالي، الأسبوع الماضي كنت أدرب أحد الأندية في ألمانيا، والآن أنا في اليابان أدرب نادياً آخر، وقريباً سأسافر إلى إسبانيا لتدريب نادٍ هناك أيضاً. لذلك ليس لدي وقت لمتابعة الفرق الأخرى سوى الفرق التي أدربها شخصياً، لكن بالطبع رأيت أنهم تعادلوا في مباراتين وخسروا واحدة، وهذا ليس جيداً، لكن على الأقل حصلوا على بعض النقاط، رغم صعوبة الأمر.
كيف تقيّم أداء الفرق العربية؟
يمكن القول إن المشاركة في مثل هذه البطولات أمر صعب دائماً، خاصة أن هذه النسخة كانت بنظام جديد يضم العديد من الفرق مقارنة بالنسخ السابقة. ومن المعروف أن الفرق الأوروبية وأمريكا الجنوبية دائماً ما تكون قوية جداً، لذلك، سواء كنت فريقاً عربياً أو من آسيا أو إفريقيا أو أمريكا الشمالية، فستكون المهمة صعبة.
أعتقد أن الفرق العربية بحاجة إلى رفع مستواها بدرجة أو درجتين إضافيتين حتى تتمكن من المنافسة مع أفضل الأندية الأوروبية وأندية أمريكا الجنوبية. وأحد السبل لتحقيق ذلك هو ليس فقط تحسين مستوى اللاعبين المحليين، بل أيضاً الاستثمار في الطواقم التدريبية والمعرفة التخصصية، مثل التعاقد مع مدربين متخصصين، كمثلي مثلاً كمدرب لرميات التماس.
هل تعتقد أن محمد صلاح يمكن أن يفوز بالكرة الذهبية هذا الموسم؟
نعم، في الحقيقة، إذا سألتني، أراه المرشح الأبرز بالنسبة لي. لقد قدم موسماً رائعاً، سجل فيه الكثير من الأهداف وقدم العديد من التمريرات الحاسمة. هو لاعب مؤثر جداً في الفرق التي يلعب لها، سواء في ليفربول أو مع منتخب مصر. لذلك، إذا سألتني، أعتقد أنه يستحق الفوز بالكرة الذهبية. سيكون أمراً رائعاً إذا حصل عليها. لكن علينا أن ننتظر ونرى.
يمكنني القول إن لدي علاقات أقرب مع أعضاء الطاقم الفني أكثر من اللاعبين، لكن الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أن محمد صلاح إنسان طيب جداً، كان دائماً يساعد الآخرين. لذلك، ما حدث له كان محزناً للغاية، خصوصاً الحادث الذي تعرض له، وكذلك ما حدث مع شقيقه. كانت مأساة حقيقية، وصدمتني كثيراً بالطبع.
في الواقع، لا أعرف الكثير عن كرة القدم المصرية، لكنني أرغب في التعرف عليها أكثر، أنا أدرب في جميع أنحاء العالم، وحالياً هذا الأسبوع أنا في اليابان، لكنني دربت في بلدان عديدة أخرى أيضاً.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.