برئاسة الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس مجلس إدارة برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، عقد صباح اليوم الإثنين 5 مايو 2025 اجتماع مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية (الدورة 21)، ومجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية (الدورة 3)، وذلك بمقر المجلس بالقاهرة.
المجلس العربي للطفولة والتنمية يوافق على خطط عمل تركز على التحول الرقمي وتواكب المتغيرات المتلاحقة
افتتح صاحب الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أعمال الاجتماع بكلمة أعرب خلالها عن اعتزازه بانعقاد هذا اللقاء السنوي تحت مظلة الالتزام العربي بقضايا الطفولة والمجتمع المدني، مضيفا سموه “إن هذه اللحظة التي نقف فيها اليوم هي لحظة بناء واستشراف، نرسم من خلالها ملامح المستقبل، ونحدد أولويات العمل، مسترشدين برؤى استراتيجية ناضجة وقيم إنسانية راسخة، في ظل عالم يشهد تغيرات متسارعة وتحديات متشابكة على المستويين الإقليمي والدولي، ومع ثقل هذه التحديات فإننا نؤمن في الوقت ذاته بقدرتنا على القيام بدورنا التنموي المأمول، من خلال مزيج متوازن يجمع بين أدوات العمل التنموي التقليدية التي أثبتت فاعليتها في بناء الثقة المجتمعية، وبين الوسائل الحديثة كالتكنولوجيا الرقمية، ومنصات التواصل، والذكاء الاصطناعي، التي باتت ضرورة استراتيجية لتسريع الأثر، وتوسيع دوائر التأثير، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وتحفيز المشاركة المجتمعية، لا سيما من قبل الشباب"
كما أشار الأمير عبد العزيز في كلمته أنه "في خضم هذه التحديات، لا يمكن أن نمضي دون أن نترحم على كل طفل وامرأة ورجل أزهقت أرواحهم ظلمًا وعدوانًا في منطقتنا، ممن طالتهم يد الغدر أو سقطوا ضحايا لصراعات لا ذنب لهم فيها، نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. إن كرامة الإنسان وحقه في الحياة والأمان من الثوابت التي لا حياد عنها، وصمت العالم أمام هذه المآسي لا يُسقط حق الضحايا، ولا يُطفئ نار العدالة".

توقيع أربع اتفاقيات للدعم بين أجفند والمجلس والشبكة
تم خلال الاجتماع استعراض إنجازات المجلس العربي للطفولة والتنمية عن العام 2024، وإقرار موازنة العام 2025، وكذا الخطة التنفيذية للعام 2025 للمجلس العربي للطفولة والتنمية، والتي تمثل العام الثالث والأخير من الخطة الاستراتيجية الرابعة للمجلس (2023 – 2025)، تحت شعار "تمكين الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها"، وذلك تواصلا للخطط الاستراتيجية والتنفيذية السابقة للمجلس، واستكمالا لجهوده في مجال تطبيق نموذجه لتنشئة الطفل "تربية الأمل". وقد تضمنت خطة العام 2025 ثمانية برامج شملت مجالات تنمية الطفولة المبكرة، وتأهيل ودمج الأطفال في ظروف صعبة، والكشف والتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، والإعلام وحقوق الطفل، وحقوق الأطفال والتغير المناخي والتصحر ، ومنتدى المجتمع المدني العربي للطفولة، إضافة إلى أحدث آليات عمل المجلس في مجال التدريب وهي أكاديمية طفولة العربية للتدريب وبناء القدرات ACTA .
وطرح المجلس ما قام به من خطوات علمية ومنهجية سعيا نحو إعداد خطته الاستراتيجية الخامسة للأعوام (2026–2028)، وبما يؤكد التزامه بتطوير برامج وسياسات الطفولة استجابة للتحولات المتسارعة والتحديات الإقليمية والدولية التي أثرت على حقوق وتنشئة الطفل العربي. كما قدم المجلس ما انجز من جهد في مجال التحول الرقمي لكل أعماله، وذلك من خلال تطوير البنية التكنولوجية والتوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما يخدم رسالته الرامية إلى حماية وتنمية الطفل العربي وتمكينه من المستقبل.
على جانب آخر تم استعراض إنجازات الشبكة العربية للمنظمات الأهلية خلال العام 2024، وإقرار الخطة التنفيذية للعام 2025 للشبكة العربية للمنظمات الأهلية والتي ركزت على خمسة برامج شملت: دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في منصات وقواعد بيانات الشبكة، والمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لدفع عجلة التغيير الاجتماعي، والتكافل كمدخل لتعزيز المرونة المناخية، و المنتدى العربي للأرض والمناخ في نسخته الرابعة، والمختبر العربي للتكيف المناخي، ومنصة جرين بالعربي.
وانتهى الاجتماع بتثمين جهود المجلس والشبكة، واعتبار القادم انطلاقة جديدة نحو المستقبل، يتم خلالها التركيز على مجالات الابتكار والتحول الرقمي، وحماية الفئات الضعيفة خاصة في ضوء الأزمات، والاهتمام بقضايا التربية والتعليم وجودة مخرجاته، وإشراك الأطفال والشباب باعتبارهم قادة للتغيير، ودعم بناء الاستراتيجيات والسياسات، وتوسيع الشراكات بما بسهم في توحيد الجهود ويعظم من الأثر على الفئات المستفيدة.
شهد الاجتماع توقيع اتفاقيات الدعم من قبل برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، حيث وقع صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس ادارة اجفند والدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس مجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية اتفاقيتين مع المجلس العربي للطفولة والتنمية: الأولى "دعم البناء المؤسسي للمجلس" بهدف تمكين المجلس من مواصلة رسالته وتنفيذ برامجه، والثانية "مشروع حقوق الأطفال والتغير المناخي والتصحر" بهدف تمكين الطفل العربي للتفاعل الإيجابي مع قضايا التغير المناخي والتصحر والحفاظ على البيئة وفق مقاربة حقوقية تنموية مستدامة. وتوقيع اتفاقيتين مع الشبكة العربية للمنظمات الأهلية: الأولى دعم البناء المؤسسي للشبكة لمواصلة دورها في مجال تعزيز إسهام المجتمع المدني العربي في التنمية المستدامة، والثانية عقد المنتدى العربي للأرض والمناخ (النسخة الرابعة) حول "دور المجتمع المدني في حماية البحار والمحيطات " بهدف حشد الجهود لمواجهة آثار التغيرات المناخية في العالم العربي.
جدير بالذكر بأن مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية يضم كل من: معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" (السعودية)، والدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، والأستاذ غانم بيبي مستشار التنمية الصحية والتربوية (لبنان)، والدكتورة غادة غلام القائم بأعمال مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة سابقاً وكبير إخصائي برامج التربية (لبنان)، والدكتورة نهلة قهوجي عميدة كلية علوم الإنسان والتصاميم بجامعة الملك عبد العزيز (السعودية). في حين يضم مجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية كل من: الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" (السعودية)، والدكتورة سكينة بوراوي المدير التنفيذي لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" (تونس)، والدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية (لبنان)، والدكتور عبد العزيز الهنائي الخبير في اقتصاديات التنمية (سلطنة عمان)، والأستاذة هدى البكر المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية.