"إعصار الملح" الصيني يعصف بشبكة الأمن القومي الأمريكي.. ما القصة؟

تمكنت مجموعة تجسس إلكتروني صينية متقدمة تُعرف باسم "إعصار الملح" (Salt Typhoon) من تنفيذ اختراق واسع لشبكة الحرس الوطني التابع للجيش الأمريكي في إحدى الولايات بين مارس وديسمبر 2024، بحسب مذكرة أصدرتها وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الشهر الماضي.

استندت المذكرة، حسبما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز" (NBC News)، إلى نتائج توصل إليها البنتاغون، الذي أكد أن القراصنة، الذين يقفون وراء واحدة من أوسع حملات التجسس الإلكتروني ضد الولايات المتحدة حتى الآن، ربما تمكنوا من الوصول إلى معلومات حساسة تتعلق بالقوات العسكرية أو أجهزة إنفاذ القانون، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد حجم البيانات التي تم اختراقها.

حصلت منظمة الشفافية الأمنية الوطنية "بروبرتي أوف ذا بيبول" (Property of the People) على الوثيقة عبر طلب بناء على قانون حرية المعلومات، ولم توضح المذكرة اسم الولاية المتضررة من الهجوم.

وزارة الدفاع الأمريكية رفضت التعليق على التقرير، في حين أكد متحدث باسم مكتب الحرس الوطني وقوع الاختراق، لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل الهجوم أو الاستجابة له، مكتفياً بالقول إن "هذا الهجوم لم يمنع الحرس الوطني من تنفيذ مهامه على المستوى الفيدرالي أو على مستوى الولاية، وأن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد نطاق التسلل بالكامل".

من جانبها، لم تنكر السفارة الصينية في واشنطن تنفيذ الهجوم، لكنها قالت إن الولايات المتحدة "لم تقدم أدلة قاطعة وموثوقة تثبت أن مجموعة (إعصار الملح) مرتبطة بالحكومة الصينية"، وأضاف المتحدث باسم السفارة: "الهجمات السيبرانية تهديد مشترك تواجهه جميع الدول، بما في ذلك الصين".

مخاطر امتداد الاختراق

مجموعة "إعصار الملح" معروفة بقدرتها على التسلل من منظمة إلى أخرى، ما يجعلها إحدى أكثر المجموعات خطورة ضمن عمليات التجسس الإلكتروني الصينية واسعة النطاق.

ففي العام الماضي، توصلت السلطات الأمريكية إلى أن المجموعة اخترقت ما لا يقل عن 8 من أكبر شركات الإنترنت والاتصالات في البلاد، من بينها AT&T وVerizon، واستخدمت هذا الوصول للتجسس على حملات المرشحين الرئاسيين آنذاك، كامالا هاريس ودونالد ترمب، إلى جانب مكتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ حينها، تشاك شومر.

وبحسب تقرير وزارة الأمن الداخلي، فإن الاختراق "ربما زود بكين ببيانات يمكن أن تسهل عمليات قرصنة إضافية تستهدف وحدات الحرس الوطني في ولايات أخرى، أو حتى شركاء الأمن السيبراني على مستوى الولايات".

ولفتت المذكرة إلى أن الحرس الوطني في 14 ولاية أمريكية يتعاون مع ما يُعرف بـ"مراكز الدمج الاستخباراتي"، ما يزيد من مخاطر امتداد الاختراق.