أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله الحوثية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عمليتين عسكريتين وصفهما بـ"الدقيقتين" استهدفتا حاملتي الطائرات الأمريكيتين "يو إس إس ترومان" و"يو إس إس فينسون" والقطع البحرية التابعة لهما، في كل من البحر الأحمر والبحر العربي.
وأوضح سريع أن العمليتين تم تنفيذهما عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة متطورة، دون أن يحدد بدقة حجم الخسائر أو رد الفعل الأميركي، لكنه وصف الهجمات بأنها "رسالة استراتيجية" تؤكد أن قدرة الحوثيين على الرد باتت تشمل أهدافًا أميركية مركزية في عمق المياه الدولية.
إسقاط سابع لطائرة MQ-9 خلال أبريل.. والتوتر يتصاعد
ولم تكتفِ الجماعة بالهجمات البحرية، بل أعلنت كذلك إسقاط طائرة مسيرة أميركية من طراز "إم كيو 9 ريبر" قبالة سواحل محافظة حجة، في شمال غرب اليمن، خلال مهمة وصفها سريع بـ"العدائية".
وأكد أن هذه الطائرة تُعد السابعة التي يتم إسقاطها خلال شهر أبريل الجاري فقط، والـ22 منذ بداية ما أسماه "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، في إشارة إلى الاستراتيجية العسكرية التي أطلقتها الجماعة بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
الحوثيون: نحن اليوم أقوى عسكريًا ونقف مع فلسطين
في خطابه التصعيدي، شدد المتحدث العسكري باسم الحوثيين على أن الجماعة تمكنت من إفشال العديد من الهجمات الأميركية الجوية والبحرية، معتبرا أن موقفهم العسكري "أقوى بكثير مما كان عليه قبل أسابيع".
وأشار سريع إلى أن العمليات الأخيرة تعكس "التطور التقني والعسكري الكبير" الذي أحرزته الجماعة، مع استمرارها في ربط المعركة الجارية في البحر الأحمر بالعدوان على غزة، مؤكدًا: "لن نتوقف عن نصرة الشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي ويرفع الحصار عن القطاع".
رسائل مزدوجة إلى واشنطن وتل أبيب
يبدو أن التصعيد الحوثي الأخير لا يستهدف فقط الجانب العسكري الأميركي، بل يحمل في طياته رسائل سياسية إلى كل من واشنطن وتل أبيب، مفادها أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية لن تمر دون رد، وأن الجماعة اليمنية -رغم الحصار والهجمات- ما زالت قادرة على توسيع نطاق الردع واختراق منظومات الحماية لأقوى جيوش العالم.
هل تتحول الضربات إلى مواجهة شاملة؟
رغم صمت واشنطن حتى اللحظة، تشير التقديرات إلى أن استهداف حاملات الطائرات الأميركية – حتى وإن لم يسفر عن أضرار جسيمة – يمثل تحولًا خطيرًا في قواعد الاشتباك، ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى تصعيد مضاد أكثر حدة في الأيام المقبلة.
في ظل هذا التصعيد المتواصل، يبدو أن اليمن دخل فعليًا مرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية المباشرة، تتجاوز حدود الصراع التقليدي، وتفتح الباب أمام مواجهة بحرية وجوية مفتوحة قد تتوسع في أي لحظة.