مدحت العدل , آثار السيناريست والشاعر الغنائي رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، موجة كبيرة من الجدل، بعد تصريحاته الأخيرة خلال حفل افتتاح المقر الجديد للجمعية. ففي سياق حديثه عن مشواره الفني وتعامله مع الأصوات الجديدة، تطرق العدل إلى قصة تواصله مع حفيدة كوكب الشرق أم كلثوم، والتي سبق أن ظهرت في أحد مواسم برنامج “ذا فويس”.
وقال إنه أعجب بموهبتها حين شاهدها في البرنامج، وتواصل معها بهدف التعاون الفني، إلا أنه تفاجأ بتغير مسارها الفني واعتزالها الغناء تمامًا، بالإضافة إلى ارتدائها الحجاب، وهو ما عبّر عن استغرابه منه. وجاء تصريحه الذي قال فيه: “تخيلوا حفيدة أم كلثوم تتحجب!.. شوفوا أم كلثوم كانت فين وحفيدتها فين؟!”، ليفتح بابًا واسعًا للنقاش والانتقاد عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
انتقادات حادة لـ مدحت العدل على وسائل التواصل الاجتماعي
بعد انتشار التصريحات، تعرض السيناريست لهجوم واسع من قبل عدد من المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في كلماته نوعًا من التعدي على حرية الشخصية والدينية. واعتبر البعض أن حديثه يحمل نبرة استعلاء تجاه اختيار الحجاب، في حين دافع آخرون عن حق حفيدة أم كلثوم في اتخاذ القرار الذي تراه مناسبًا لحياتها، سواء في ارتداء الحجاب أو الابتعاد عن الفن.
وتركزت الانتقادات على فكرة ربط الحجاب بتراجع المكانة أو الموهبة، وهو ما وصفه عدد من النشطاء بأنه “تصور غير منصف”، خاصة أن الكثير من الفنانات المحجبات قدمن تجارب فنية مميزة ولم يكن الحجاب عائقًا أمام موهبتهن.
مدحت العدل يوضح موقفه: الحجاب حرية شخصية لكن الغناء ليس حرامًا
في محاولة لتهدئة الموقف وشرح سياق كلامه، خرج بتصريحات توضيحية أكد فيها أنه لا يعارض ارتداء الحجاب، موضحًا أن الأمر يتعلق بالحرية الشخصية، ولا يحق لأحد التدخل فيه. لكنه أعرب عن استغرابه من ربط الحجاب باعتزال الفن بشكل كامل، خاصة إذا كان الاعتزال ناتجًا عن قناعة بأن الغناء “حرام”، وهو ما لا يتفق معه على الإطلاق.
وقال إنه يرى أن الفن والغناء لا يتعارضان مع الالتزام الديني أو المظهر المحافظ، مشيرًا إلى وجود تجارب ناجحة لفنانات محجبات استطعن تقديم فن راقٍ دون التخلي عن مبادئهن أو قناعاتهن الدينية.
واختتم توضيحه بأن حديثه جاء في إطار تساؤل عن التغيير المفاجئ في موقف حفيدة أم كلثوم، وليس انتقاصًا منها، مؤكدًا احترامه الكامل لخياراتها الشخصية، لكنه في الوقت نفسه يرفض تحريم الفن بشكل عام، ويؤمن بأهميته كأداة للتنوير والتعبير الإنساني.
وبذلك، يظل الجدل قائمًا بين مؤيدين ومعارضين، وسط دعوات لتناول قضايا الفن والدين بحساسية واحترام للاختلافات الفكرية والشخصية.
